توصف الديمقراطية الإنجليزية بأنها أعرق الديمقراطيات الحديثة في العالم•• ويوصف الإنجليز بالأمة التي تشرب الخمر على نطاق واسع لتنسى همومها•• لكن الإنجليزي الذي ينسى كل شيء بالخمر، لا ينسى أبدا مسألة محاسبة الحكومة! لهذا بنى الإنجليز إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس! أما في دول المشرق، فالمواطن يركع لله 5 مرات في اليوم•• وفي كل مرة يدعو الله أن يلطف به ويعينه على نسيان مناكر الحكام والحكومات••! لأنه لو تذكر بطلت صلاته! فالساكت عن الحق شيطان أخرس! فالرجال المشرقيون يمارسون الرجولة في حياتهم اليومية في كل شيء إلا في محاسبة الحكومة ومحاسبة الحكام! على خلاف الإنجليز الذين لا يمارسون المواقف الرجولية إلا في موضوع محاسبة الحاكم والحكومة! حتى بات ملك الإنجليز يحدد له ممثلو الشعب في البرلمان مصاريف قصره•• وعدد خدمه••! بل ويحددون للملك أو ولي العهد حتى مع من يتزوج••! لهذا تعجبت مما نشرته الصحف الصفراء عندنا حين قالت إن الإنجليز الآن بدأوا يتناولون ''الفيافرا'' استعدادا لمقابلة الجزائر! وقد ذكر هؤلاء الأمر على أن الإنجليز تنقصهم الذكورة في تحضير مقابلة الجزائر! ولم ينتبهوا إلى أنهم يضعون الجزائريين في خانة ''المدامات'' غير المثيرات لرجولة الإنجليز، فيضطر الإنجليز إلى تعاطي ''الفيافرا'' للتعويض! وهذا بله من هذه الصحف الصفراء•• التي قد تقول لاحقا إنها غلبت الإنجليز مثلما غلبت المصريين! والحقيقة أن موضوع ''الفيافرا'' هذا ورد في سياق آخر غير السياق الذي أوردته فيه الصحافة الصفراء التي تمارس الإعلام وفق نظرية ''فرويد'' ولا شيء غير ذلك! الصحافة الصفراء في الجزائر هذه الأيام تخصص 40% من صفحاتها للتخلاط داخل الفريق الوطني•• وتخصص 40% للكتابة في مسائل ''نكح وذبح'' وتخصص 20% الباقية للحديث عن الصحيفة نفسها وعن مسؤوليها! وكيف أصبحوا هم وصحيفتهم الكل في الكل في الجزائر! أسقطوا القمر الصناعي المصري في النيل•• واكتشفوا تهديدات الإنجليز للفريق الوطني بالفيافرا••! أما أخبار الحكومة والاقتصاد والمال والأعمال والمجتمع والسياسة والثقافة وغيرها من مجالات الحياة فهي ليست من اختصاص هذه الصحافة ''الناجحة'' في الهف والتضليل الإعلامي••! هذا هو واقع الصحافة الغوغائية الصفراء•• صحافة هف تعيش وتربح البقشيش!