علق العديد من القراء على المقال الذي نشر يوم الخميس في ركن أوراق الخميس••• والذي خصّ به الوزير الأسبق للتربية محمد شريف خروبي••• الملفت في كل التعليقات الواردة هو مدى احترام العديد من القراء لشخص الوزير السابق للتربية، وهو الاحترام الذي قل أن يوجد بالنسبة لوزير سابق، خاصة من رجالات قطاع التربية! فقد أفادني شخصيا العديد من رجال التربية بمعلومات جد مهمة حول الطرق التي استخدمها الوزير السابق في قطاع التربية، والتي تركت له الأثر الطيب في صفوف رجال ونساء هذا القطاع• فالرجل هو الذي كان وراء المدرسة الأساسية التي ضمنت لجيل كامل من أبناء الجزائر مدة دراسة إلى سن 16 سنة بعد المجازر التي كانت تحدث في امتحانات السنة السادسة، وهو الذي وحّد لغة التعليم وألغى ظاهرة الفرز الطبقي في المدرسة الجزائرية الذي بني على الازدوجية اللغوية! ولكن أطرف ما قيل لي حول خصال خروبي في التربية هو: أولا: أنه عندما عين أستاذا للغة العربية في ثانوية تيزي وزو قام مدير الثانوية بتقديم الأساتذة لبعضهم في بداية العام، فقدم أستاذ الفرنسية ثم أستاذ الرياضيات ثم أستاذ التاريخ، ثم أستاذ الإنجليزية، وعندما وصل إلى أستاذ اللغة العربية قال للأساتذة أقدم لكم الشيخ خروبي••• شيخ تاعرابت•••! وقال لي قارئ آخر إن الوزير خروبي وهو يعيش التقاعد قام بارتكاب مخالفة مرورية في المطار، حيث ركن سيارته في مكان ممنوع، فتقدم منه الشرطي وطلب أوراق سيارته••• وحرر له مخالفة مرورية! فنظر خروبي في ورقة المخالفة فأعجبه الخط الذي كتب به الشرطي هذه المخالفة••• وأعجبته أيضا اللغة السليمة التي حررت بها المخالفة••• فتقدم من الشرطي وطلب منه أن يحرر له مخالفة أخرى•••! حتى ولو لم يرتكبها حتى يتلذذ بالخط الجميل والعربية السليمة التي ناضل من أجل أن تسود في شرطة الجزائر! بهذا المنطق كان خروبي يتعامل مع قضايا النضال من أجل سيادة اللغة الوطنية••• ولعل هذا النوع من المسؤولين الذين تعاقبوا على التربية الوطنية هو الذي جعل وجه الجزائر يتغير وليس بفضل المصريين كما يدعي المصريون اليوم•••!