تفتقر أغلب المؤسسات التربوية إلى الإجراءات الوقائية التي نصت عليها التعليمة الوزارية المشتركة بين وزارات الصحة والتربية والداخلية، الصادرة في نوفمبر الفارط، والمتعلقة أساسا بترتيبات الوقاية والتكفل بأنفلونزا الخنازير وفيروس ''أش1 أن1 '' المسبب لها في الوسط المدرسي• تجاهلت العديد من المؤسسات التربوية التعليمة الصادرة عن وزارة التربية، بالاشتراك مع كل من وزارتي الصحة والداخلية، خاصة فيما يتعلق بتوفير الماء والصابون السائل في المؤسسات التربوية، وتدعيم هذه الأخيرة بأعوان الصيانة والنظافة، بالإضافة إلى إجراءات وقائية أخرى تشمل توفير وسائل النظافة الفردية وكذا نظافة المرافق المدرسية من أقسام ومراحيض ومطاعم• هذا وتحرص العديد من المؤسسات التربوية في حملات التحسيس التي بدأتها منذ بداية السنة الدراسية على حث التلاميذ على غسل الأيدي بالصابون السائل بالرغم من عدم توفير هذا الأخير، ولجأت مؤسسات أخرى إلى حث التلاميذ على اقتناء ''الجال'' ليحل محل الصابون السائل• وفي الوقت الذي تشترط فيه ذات التعليمة على المؤسسات التربوية اقتناء مواد التطهير لاسيما الصابون السائل، بدعم مالي من طرف وزارتي الصحة والتربية في إطار الميزانية المخصصة للصحة المدرسية، حيث تقدم البلديات مساهمتها في هذه العملية، إلا أن أغلب المؤسسات التربوية غابت عنها المواد المطهرة والمنظفة، خاصة وأن إمكانية انتشار المرض في هذا الوسط كبيرة جدا، حيث يجتمع في المدارس أعداد هائلة من التلاميذ في أماكن مغلقة، خاصة وأن فئة الأطفال لا تتمتع بجهاز مناعة قوي ما يجعل منهم فريسة سهلة للفيروس• كما يعد الطفل ناقلا وناشرا للعدوى إذا كان يجهل طرق الوقاية ولم تتوفر لديه وسائل النظافة الشخصية، ما يسرع في وتيرة انتشار الفيروس خاصة وأن الظروف المناخية مواتية لذلك كون فترة النشاط المكثف للفيروس تتزامن مع فصلي الخريف والشتاء•