إن لم تستح افعل ما شئت!·· ليس هناك خلاصة أكثر تعبيرا تخرج منها وأنت تطالع الحوار الذي أجرته صحيفة ''الشرق الأوسط''، الصادرة في لندن، أمس الأول، مع رئيس المجلس القومي المصري للرياضة، حسن صقر، الذي انقلب على نفسه ''بنفاق'' لا مثيل له وتحوّل من أحد ''صقور'' الحملة المصرية المسعورة ضد الجزائر إلى ''دجاجة'' تحاول عبثا ''الطيران'' بجناحين مزعومين للأخوة والتسامح مع الجزائر! حسن صقر، الذي كان أحد أول المتطاولين على الجزائر، في أعقاب فوزها على مصر في الخرطوم، وتأهلها لكأس العالم، لتكون الممثل الوحيد للعرب في كأس العالم بجنوب إفريقيا (دعنا نحرق قلبه وقلوب الحاقدين المصريين بتذكيرهم بها مرة أخرى!)، انقلب على تصريحات نارية (موثّقة) سابقة ضد الجزائر وفي وسائل إعلام رسمية مصرية، ومن بينها التلفزيون المصري، وراح يؤكد أن العلاقة بين الجزائر ومصر علاقة دم وتاريخ، ونفى أنه قال ''أحداث أم درمان مدبّرة''، وتنصّل من تصريح علني أطلقه قال فيه ''إن مصر ستقاطع الجزائر رياضيا''· وقال صقر للصحيفة: ''موضوع الجزائر كان له أبعاد وظروف نتمنى أن لا تتكرر لأن العرب لبعضهم البعض، والعلاقة مع الجزائر كما قال الرئيس مبارك هي علاقة أكبر من أحداث كرة قدم ولا يصح أن تتجاوز حجمها''· وبرغم أن الإعلام المصري كله الخاص والعام تورط عن سبق إصرار وتخطيط في الحملة المسعورة على الجزائر، إلا أن صقر يمضي في مغالطاته ليقول: ''الحقيقة أن إعلام قليل هو من فعل ذلك في البلدين ·· وبصراحة تفاجأنا بذلك''! وفي محاولة مفضوحة لاسترضاء الجزائريين يقول صقر: ''نحن في طريقنا للوصول إلى أفضل حال مع الجزائر وهناك تهدئة كاملة، ديدننا في ذلك أن نعطي القنوات الدبلوماسية والسياسية الفرصة لتأخذ دورها·· وبصفة عامة التهدئة هو توجهنا جميعاً في مصر· وأشدّد هنا على أن الجزائر دولة شقيقة وستظل شقيقة وما يربطنا بها هو علاقة دم وتاريخ·· وهذه لا مزايدة أو جدال عليها''! و''كذّب'' صقر نفسه في رده على سؤال ''الشرق الأوسط'' حول دعوة هيئته إلى مقاطعة الجزائر، رد قائلا: ''كلمة مقاطعة·· كلمة صعبة، ولا يجوز أن تقال بين شقيقين عزيزين على بعضهما·· لكن كان لزاماً بعد أحداث أم درمان وبسبب الاحتقان في الشارعين المصري والجزائري·· كان لا بد من نزع فتيل الاحتقان·· بهدوء وروية·· وقلنا لأجل امتصاص ذلك: أن لا لقاءات ودية مع الجزائر·· لكن اللقاءات الرسمية ستستمر·· وقلنا أهلا بهم في مصر وسنذهب إليهم''· وواصل صقر ''تكذيب'' نفسه في ردّه على سؤال حول تصريحه بأن ما حدث من اعتداءات جزائرية مزعومة في السودان كان مدبراً، وقال: ''لا أعلم كيف اختيرت كلمة تدبير·· وما زلت أجد استغراباً طرحها في سياق كلامي''· وواصل صقر محاولة التودد واسترضاء الجزائريين، معتقدا أنهم سينسون بسهولة من سبّهم وتطاول على شهدائهم، بالقول: ''توجهنا الأساس هو التهدئة وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي وهو ما يحثنا عليه الرئيس محمد حسني مبارك·· وما أشدّد عليه أن الأمور فيما بيننا تسير نحو الأفضل، لأن ما حدث مجرد احتقان وسينتهي''·