هاجم أول أمس عمدة مدينة مرسيليا، جون كلود غودان، المنتمي إلى الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، الحزب الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس الفرنسي ساركوزي، الجماهير الجزائرية التي احتفلت وسط المدينة بتأهل الفريق الوطني الجزائري إلى كأس العالم، حاملة الإعلام الجزائرية بدلا من الراية الفرنسية· وقال جون غودان، الذي يشغل نائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، خلال تجمع بملعب فيلودروم بمرسيليا حول نقاش الهوية الوطنية الفرنسي بحضور وزير الهجرة، إريك بوسون، إن ''هؤلاء المسلمون احتفلوا بتأهل فريقهم إلى كأس العام وسط المدينة، وكانوا حوالي 20 ألف، وهم يحملون الأعلام الجزائرية فقط ولا أثر للعلم الفرنسي بينهم''، مضيفا أن ''هذا أمر لا يعجبنا إطلاقا ولسنا سعداء به بتاتا''· واستغل غودان فترة قصيرة خرج فيها وزير الهجرة إريك بوسون من القاعة ليهاجم الجماهير الجزائرية، حيث لم تعجب تصريحاته العديد من مناضلي الحزب، الذين انسحبوا مباشرة من الملعب، تعبيرا منهم عن عدم رضاهم عما بدر من غودان من تصريحات· وقد أشعلت تصريحات غودان من جديد فتيل النقاش حول الهوية الوطنية الذي تم إطلاقه من مدة، وعرف الكثير من الانتقادات، وهناك حتى من دعا إلى إلغاء هذا النقاش· واعتبرت العديد من الأوساط السياسية الفرنسية، إضافة إلى المهاجرين، وخاصة الجالية الجزائرية والعربية بفرنسا، تصريحات عمدة مدينة مرسيليا بالعنصرية، كما انتقدها رئيس الكتلة الاشتراكية في بلدية مرسيليا، باتريك مينوسي، حيث قال إن ''تصريحات غودان تقشعر منها الأبدان''· من جانبها، وصفت الأمينة العامة للحزب الشيوعي الفرنسي، ماري جورج بيفي، تصريحات غودان، التي هاجم فيها الجماهير الجزائرية المحتفلة بتأهل الفريق الوطني، بالعنصرية والمشجعة على كراهية الأجانب، وقالت ''هناك إيديولوجية معادية للأجانب وتحمل طابعا عنصريا، وهي تتطور الآن بشكل كبير في أعلى هرم السلطة الفرنسية، خاصة ما تعلق بنقاش الهوية والبرقع''·