سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء يرافعون لصالح رؤية الجزائر في إصلاح مجلس الأمن بسبب انحرافه طالبوا بتغليب الدور السياسي على الأمني ووضع حد للاختراقات الإسرائيلية المدعومة بأمريكا
دافع عدد من خبراء الشؤون الدولية أمس عن موقف الجزائر الداعي إلى تفتح مجلس الأمن أمام مطلب انضمام دول أخرى، ومن إفريقيا خاصة، إلى عضويته الدائمة أمام الإجحاف المتواصل في حقها، كما دعوا أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى الإسراع في وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها القوى العالمية في عدد من بؤر التوتر في العالم، مع تفضيل الدور السياسي على الأمني في عدد من القضايا والنزاعات الدولية، والإسراع في توقيف الغطرسة الإسرائيلية وبدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية في فلسطين· شدد أمس عدد من خبراء القضايا والقانون الدولي بمنتدى جريدة ''الشعب''، الذي احتضن ندوة نقاش بعنوان ''مجلس الأمن الدولي واقع وتحديات''، في إطار النقاش الجاري حول إصلاح الأممالمتحدة والتأسيس لنظام دولي عادل وموضوعي، وفق التطورات والمعطيات الجديدة التي يعرفها العالم، على ضرورة مراجعة أداء مجلس الأمن الدولي، باعتباره أهم هيئة أممية، لاسيما في هذه الفترة بالذات الذي يشهد فيها العالم العديد من المنازعات والانتهاكات لحقوق الإنسان، كالصحراء الغربية والوضع بكل من فلسطين والعراق وغيرها· وفي هذا الخصوص قال الدكتور، عبد الكريم خلفان، إن أعلى هيئة أممية مطالبة اليوم بتفضيل الحل السياسي أكثر من العسكري، ولن يكون ذلك سوى بوقف نفوذ الولاياتالمتحدة ودعمها المطلق لدولة الاحتلال، إسرائيل، التي باتت تخرق يوميا بنود القوانين والمواثيق الدولية أمام مرأى هذه الهيئة، كما تساءل الخبراء عما بقي من المبدإ الأممي من حق الشعوب في تقرير مصيرها أمام الصمت الرهيب الذي يمارسه المجلس في وجه بعض قضايا التحرر العادلة، كالنزاع الصحراوي المغربي· ومن الأدوار السلمية التي تنتظر مجلس الأمن الدولي -حسب نفس المصدر- توجيه خطابات تجاه الكيانات والعصب المهددة للسلام والأمن الدوليين، بالإضافة إلى الاجتهاد في وضع تعريف دولي حيادي للإرهاب والمساهمة في مكافحة المجاعة والفقر والأمية· وأشار المحاضر إلى أن العالم يعرف اليوم موازين قوى جديدة، غير تلك التي كانت تحكمه من قبل، خصوصا بعد سقوط جدار برلين وما أعقب حرب الخليج الأولى من مستجدات أخرى وفرضت تحديات من نوع جديد يجب رفعها وإيجاد حلول لها، مؤكدا حيوية مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن، الذي تأسس من أجل حفظ السلم والأمن العالميين والذي يقوم على مبدإ ''حق الفيتو'' الذي تمتلكه خمسة دول فقط، في تحقيق التوازن الجديد، خاصة وأن هذا الحق المخول لهذه الدول المحدودة جعلت منه ''أداة في يدها وحوله عن هدفه الأساسي''، وليس في خدمة المجموعة الدولية· وأثار الأستاذ خلفان في هذا السياق موقف الجزائر ''المتماسك'' حيال حق الدول في الانضمام لمجلس الأمن، مبررا موضوعيته بسوء التمثيل والإجحاف الحاصل في حق العديد من الدول، ومنها الإفريقية خاصة، والانتقائية في تطبيق مبادئ الأممالمتحدة، خصوصا فيما يتعلق بإنشاء المحاكم الخاصة، وهو موقف ينقل قناعة قادة الأفارقة، وبالتحديد الاتحاد الإفريقي، إلى جانب استخدام منظمة الأممالمتحدة للقوة في حل بعض القضايا والنزاعات العالقة مع تحولها إلى طرف فيها، داعيا إلى ''إعادة النظر في عمل المنظمة وهياكلها بطريقة شفافة تسمح بمراقبة أعمال المجلس التي من المفروض أن تصب في إطار مبادئ المنظمة لا لصالح حسابات ضيقة''·