لجأت 12 عشرة عائلة، كانت تقطن ب 39 شارع مختار عادل ببلدية المقرية، إلى نصب خيمة تأويها بالقرب من مسكنها القديم، بعد أن مكثت لمدة قاربت الشهر ونصف في قاعة الإنتظار الخاصة بالبلدية، لأنها لم تكن تملك خيارا آخر بعد الإنهيار الكبير الذي مس سكناتها بتاريخ 9 ديسمبر الماضي· وفي زيارة قادت ممثلين عن العائلات إلى ''الفجر''، قالوا إن ''العائلات غادرت منذ حوالي خمسة أيام المكان، الذي ظلت تشغله منذ أزيد من شهر والمتمثل في قاعة الإنتظار الخاصة بالبلدية، بعدما طلب منهم الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لحسين داي ذلك''، الأمر الذي جعلهم ينفذون قراره ويقومون بإخلاء المكان فورا· ونظرا للخطورة الكبيرة التي تشكلها عليهم سكناتهم، فضلوا نصب خيمة بالقرب منها ليبقوا عرضة للبرد وانخفاض درجات الحرارة ليلا، ويعاني الأمرّين بصفة أعظم الأطفال الصغار، لاسيما أن هناك رضيعا ضمن هذه العائلات· ونظرا للوضع المحتم على العائلات التي أضحت تواجه مصيرا مجهولا، وهو ما أكده لنا ممثل العائلات خلال حديثهما إلينا، فهم لا يعرفون إلى متى سيستمر هذا الوضع وإلى متى ستتواصل معاناتهم، لاسيما أن العديد من أرباب هذه العائلات، بشهادة محدثينا، لم يذهبوا لمقرات عملهم نظرا للوضعية المزرية التي يتخبطون فيها، وطالبوا، بنبرة شديدة، التدخل العاجل للسلطات المعنية قصد انتشالهم من الوضع المتردي ومنحهم سكنا لائقا، لأنها لم تعد تقوى على الاستمرار وقضاء ليالي بأكملها في الخيمة· تجدر الإشارة إلى أن السكنات القديمة التي كانت تقطن على مستواها 12 عائلة انهارت، كما سبق أن تناولت ''الفجر'' الموضوع بالتفصيل في عدد سابق لها، ويعود تاريخ تشييد هذه السكنات إلى الحقبة الإستعمارية، وبمجرد انهيارها، حسبما أفاد به ممثلون عن السكان، تم تحويلهم بشكل ظرفي إلى قاعة الإنتظار الواقعة بمقر البلدية أين مكثوا بها مدة فاقت الشهر·