يبدو المنتخب الايفواري وصيف بطل النسخة الأخيرة مرشحا بقوة لبلوغ المربع الذهبي من الدورة السادسة والعشرين لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم المقامة حاليا في غانا حتى العاشر من الشهر الحالي، وذلك عندما يلاقي نظيره الغيني مساء اليوم الأحد في سيكوندي في الدور ربع النهائي· ولا تصب الترشيحات في مصلحة " الفيلة" من فراغ بل اعتمادا على النتائج التي حققتها حتى الآن فضلا عن أن الخصم سيدخل المباراة في غياب صانع ألعابه وقائده باسكال فيندونو المعاقب إثر اعتدائه على مدافع المنتخب المغربي أمين الرباطي· وكشر الايفواريون عن أنيابهم منذ الوهلة الأولى، وبدوا أكثر تصميما على انتزاع التاج، حيث حققوا ثلاثة انتصارات مستحقة في الدور الأول على كل من نيجيريا 10 والبنين 41 ثم مالي 30· ويملك الفريق نجوما عدة بإمكانهم قلب نتيجة المباراة في أي وقت على غرار ما فعله مهاجم تشلسي سالومون كالو عندنا تلاعب بثلاثة مدافعين نيجيريين وسدد الكرة في شباك الحارس ايجيدي اوستين مانحا بلاده فوزا ثمينا في المباراة الافتتاحية· ويكفي ذكر القائد ديديي دروغبا وقلب دفاع ارسنال الانجليزي حبيب كولو توري وزميله في تشكيلة " البلوز" ايمانويل ايبويا و وسط ميدان برشلونة الاسباني يايا توري، وارونا كوني مهاجم اشبيلية الاسباني وعبد القادر كيتا لاعب ليون الفرنسي، وابو بكر سانوغو (فيردر بريمن الالماني) وارونا ديندان (لنس الفرنسي) للوقوف على ثراء التعداد· هذا المعطى جعل المدرب جيرار جيلي يعترف بصعوبة اختيار التشكيلة، حيث قال في هذا الشأن: "في منتخب زاخر بالنجوم يصعب عليك اختيار11 لاعبا لبدء المباراة، إنها وضعية أحسد عليها لكن صراحة أنا في موقف حرج"· وأضاف: "لكي نخوض مشوارا جيدا في النهائيات يجب انتقاء لاعبين أقوياء و كوت ديفوار لديها مجموعة متلاحمة ومنسجمة· كما أن قوتها تكمن في الأسماء اللامعة التي تجلس في كرسي الاحتياط"· ويعقد اللاعبون آمالا كبيرة على النسخة الحالية لإحراز اللقب بهدف توحيد بلادهم التي تمزقها الحرب الأهلية، وقال كالو في هذا السياق: "نجاحات الفريق في أهم حدث رياضي قاري توحد بلادنا التي نالت منها الصراعات السياسية والعرقية"· وأضاف: "إذا نجحنا في إحراز الكأس ، فأعتقد بأننا سنساهم في تحسين توحيد البلاد· كوت ديفوار بلد رائع ولا يستحق أن يكون مقسما إلى جزءين"·وتابع "نحاول تقديم أفضل ما لدينا في كرة القدم لأن النجاح يدخل الفرحة والسعادة في قلوب شعبنا"·من جهته، أكد دروغبا على ضرورة خلافة مصر في السجل، لتضميد جراح الشعب والمساهمة في تحقيق وحدته"· وقال هداف تشلسي: "كرة القدم تلعب دورا كبيرا في تهدئة النفوس وتوحيد الشعوب وليس لدي أي مجال للشك في أن الشعب الايفواري سيستعيد وحدته في حال نجحنا في إعادة الفرحة والبسمة إلى شفاهه"· وأوضح دروغبا أنه يفضل تتويج بلاده باللقب على نيله لقب هداف الدورة، "أيّ مهاجم يحلم بنيل لقب هداف النهائيات، غير أنني أعتقد بأن تتويجنا باللقب سيكون أفضل لأن المصلحة العامة أهم من الانجازات الشخصية"· وأضاف "يجب الاستعداد جيدا لغينيا فهي ليست هنا عن طريق الصدفة وبالتالي يتعين علينا خوض المباراة بجدية وحذر كبيرين"· ويحوم الشك حول مشاركة حبيب كولو توري بسبب الاصابة التي تعرض لها في المباراة الثانية أمام البنين حيث تدرب منفردا أول أمس· في الجهة المقابلة، سيحاول المنتخب الغيني الذي بلغ هذه المحطة من المنافسة للمرة الثالثة على التوالي صنع المفاجأة بعدما عانى الامرين لحجز بطاقته وخصوصا في المباراة الاخيرة أمام ناميبيا حيث اضطر إلى السقوط في فخ التعادل 1-1 وكان قريبا من الخسارة وبالتالي الخروج من السباق مبكرا· وبدا واضحا الفريق بغياب فيندونو وهو ما أكده المهاجم سليمان يولا، صاحب هدف التقدم على ناميبيا، حيث قال "صحيح أننا سنفتقد فيندونو لأنه صانع ألعابنا والعقل المدبر في صفوفنا، نلعب بسهولة كبيرة عندما يكون موجودا· إنه لاعب مهم كثيراعلى غرار دروغبا في المنتخب الايفواري"· وتابع "سنحاول قدر المستطاع تعويض غيابه ، ونحن مضطرون لذلك، لكن لدي ثقة كبيرة في باقي اللاعبين لتحقيق نتيجة إيجابية تقودنا إلى نصف النهائي أين سنستعيد خدمات فيندونو"·من جهته أكد المدرب روبير نوزاري أن مباراة اليوم ستكون صعبة، وقالك "سنواجه منتخبا قويا ومرشحا لنيل اللقب، إنه اختبار حقيقي لنا وسنحاول النجاح فيه"· وتابع موضحا: "الأدوار المقبلة حاسمة ولا مجال للخطأ فيها، وأي هفوة ستؤدي إلى الإقصاء"، مضيفا:"شاهدنا مباريات كون ديفوار ونعرف نجومه، سنعد العدة لإيقافهم على الرغم من صعوبة المهمة لكنها ليست مستحيلة"·ويعول المنتخب الغيني على نجمه فودي منساري والمهاجم اسماعيل بانغورا بالإضافة إلى يولا لاختراق الدفاع القوي للإيفواريين".