تلقت مصالح البلدية التابعة للبوني وعنابة وسط، أوامر بهدم البناءات الفوضوية بالأماكن التي استفاد أصحابها من السكن الاجتماعي، حيث تم تهديم 80 سكنا فوضويا بسيدي حرب ببلدية عنابة وسط، كما أزيل أكثر من 100 سكن فوضوي ببيداري التابعة لبلدية البوني ^ اتخذت هذه الإجراءات تنفيذا لأوامر وزير السكن الرامية إلى الاستفادة من هذه الأوعية العقارية، وذلك بعدم إتاحة الفرصة لآخرين بالبناء بها مرة أخرى، كما أن عمل مفتشيات العمران الحضري من شأنها اتباع التدابير القانونية لمواجهة أي اعتداء على ملك عقاري للبلدية للحفاظ على هذا العمران، ووقف زحف البناء الفوضوي الذي يشوه المدن الكبرى بالجزائر. من جانب آخر، وفي الوقت الذي تتم فيه عمليات إزالة البيوت القصديرية، تعتصم عائلات بأكملها عبر البلديات المعنية بتوزيع السكن الريفي، حيث لا تزال 38 عائلة مقيمة بالأحياء الفوضوية بحي بومعوج ببلدية البوني معتصمة على حافة الطريق رقم 44، غير بعيد عن السكنات الاجتماعية التي تم توزيعها مؤخرا من طرف السلطات الولائية، تنديدا بإقصائهم من قائمة المستفيدين وهم الذين مرّ على تواجدهم بهذا الحي الفوضوي أزيد من 30 سنة. ولم تمتثل هذه العائلات لأوامر العناصر الأمنية بمغادرة الطريق رغم أن الأحوال الجوية جد باردة هذه الأيام بولاية عنابة. وناشدت 30 عائلة أخرى مقيمة بحي خالد ابن الوليد السلطات البلدية ومصالح دائرة البوني، إضافة للمسؤولين بالولاية، انتشالهم من الأكواخ الفوضوية التي يسكنون بها منذ سنوات، خاصة أن الأحوال الجوية المتقلبة بسبب هطول الأمطار المعتبرة على الولاية زادت من معاناتهم، حيث أوضح المعنيون أنهم يبيتون وسط الأوحال نتيجة عدم وجود مجاري الصرف الصحي، مما أحال حياتهم إلى جحيم وتتطلب التدخل لإنقاذهم من هذه الوضعية المتدهورة. من جانب آخر، تمكن رئيس بلدية البوني من تهدئة 80 عائلة تقطن حي بيداري كانت قد تلقت وعودا بتسوية الوضعية السكنية بعد استفادة جزء منهم من سكنات اجتماعية، خلال الأيام القادمة، لتبقى حالة الترقب مسيطرة عليهم، وهم الذين هددوا بالخروج في احتجاجات من أمام مقر الولاية إذا لم يتم ترحيلهم هذه السنة نحو سكناتهم. كما هددت كذلك 38 عائلة أخرى مقيمة بملعب العقيد شابو بالخروج في مسيرة باتجاه مقر البلدية إذا لم توف السلطات بوعودها التي قطعتها على نفسها بإعادة إسكان هذه العائلات التي انهارت منازلها إثر فياضانات شهر أكتوبر المنصرم. إلى جانب هذا العدد المعتبر من العائلات المطالبة بالسكن الاجتماعي، هناك تلك التي لازالت تقيم بمدرسة في حي البرتقال بعد انهيار البناية التي كانت تقيم بها بالمدينة القديمة، والتي أسفرت عن سقوط 3 ضحايا من عائلة واحدة، وقد هددوا بالدخول في إضراب عن الطعام، ودائما من أمام مقر الولاية تنديدا بتراجع السلطات عن الوعود بإعادة إسكانهم حال يتم الشروع بتوزيع السكنات. أمام هذا الوضع الذي أصبح مسيطرا على الشارع العنابي الذي لم يستفق بعد من هزات احتجاجات الشغل، من المرجح، خلال الأيام القليلة القادمة، أن يشهد احتجاجات بنفس الطريقة، إن لم تكن أكثر، نتيجة عدم رضا الكثيرين عن سياسة الإقصاء التي حرمتهم من مسكن لائق.