رسم المنتخب الوطني أجمل لوحاته الفنية، أول أمس، من كابيندا على حساب فيلة كوت ديفوار التي كانت مرشحة على الورق، لكن فوق الميدان استسلمت كلية للخضر الذين أبدعوا وأمتعوا حسب كل من تابع المباراة وعرفوا كيف يتعملوا من السيناريوهات الصعبة بعد تلقيهم لهدف مبكر في الدقيقة الرابعة وآخر في آخر لحظة · لكن أشبال سعدان لم يرتبكوا وأظهروا روحا قتالية عالية جعلت الجميع ينزع لهم قبعة الاحترام مطمور فك شفرة الدفاع الإيفواري بدا منتخبنا طيلة ال20 دقيقة الأولى غائبا عن المباراة خاصة بعد البداية المرتبكة، فأول كرة ضائعة كانت من منصوري الذي أخرجها للتماس بطريقة عجيبة ثم أعاد بلحاج نفس الكرة مما جعلنا نطرح التساؤلات· ثم شهدنا حماما باردا بعد تمكّن ''كالو'' من افتتاح النتيجة· ومع مرور الوقت بدأت عناصرنا تسترجع ثقتها ثم تنقلب السيطرة جزائرية خالصة· وقد ساهم الحارس العاجي بوبكر باري في إنقاذ منتخبه من عديد الأهداف قبل أن يباغته مطمور في (د40) وهو الهدف الذي زاد من إصرار لاعبينا على الفوز· بوفرة الساحر أكد بوفرة أنه فعلا ساحر أو ماجيك بعد أن اهتدى لتسجيل هدف التعادل في الوقت بدل الضائع وهذا بعد أن بدا للكثيرين أن التأهل قد أصبح إيفواريا بهدف ضد سير اللعب· لكن الماجيك كان في الوقت والمكان المناسبين وأكد أن الكرة لا يُظلم عندها أحد، لأنها ابتسمت للمنتخب الذي بذل مجهودات أكبر وكان أحسن في كل شيء من خصمه· آه منك يا غزال رغم المجهودات البدنية الكبيرة التي بذلها، إلا أن المهاجم غزال لم يستقر على لعب دوره كرأس حربة حقيقي للمنتخب وحتى عندما كان كذلك فقد أضاع ما لا يضيّع· ومن سوء الحظ أن الفاعلية لم تخنه وحده، بل امتدت أيضا لمطمور، الذي انفرد بالحارس وضيع بأعجوبة· كما أن يبدة في أحد اللقطات ارتقى لوحده لكن كرته أخطأت المرمى· منصوري هو الآخر أتيحت له فرصة مؤكدة بعد دربكة وتمريرة مطمور كانت رائعة، لكنه لم يحسن استغلالها· بوعزة أطلق رصاصة الرحمة على الفيل العاجي إذا كان اللاعب الإيفواري عبد القادر كايتا قد نجح في التسجيل فور دخوله، فإن البديل الجزائري بوعزة قد أعاد نفس السيناريو مع أولى الكرات التي وصلته ووضعها في الشباك ليطلق رصاصة الرحمة على الفيل العاجي ويمنح منتخبنا تأشيرة ذهبية· كما تجدر الإشارة إلى أن هدفه قضى على الخصم كلية الذي أنقذه الحظ فقط من تلقي أهداف أخرى· سعدان أقوى من خليلودزيتش لا يختلف اثنان في دهاء المدرب سعدان، الذي عرف بحنكته كيف يغلق كل المنافذ على محترفين من الدرجة الأولى، لكن دروغبا سار على خطى كانوتي بعد أن قطع عليه الدفاع الجزائري الماء والهواء فاضطر للعب الكرات الثابتة التي لم تؤت أوكلها مع عملاق مثل شاوشي· وكل شيء يتلخص في تصريحات مدرب الفيلة الذي لم يتردد في تأكيد أحقية الجزائر بالتأهل لأنها كانت أقوى في كل شيء· الأفناك والفيلة لعبوا أحسن مباراة حتى الآن أشاد كل المتتبعين بمواجهة أول أمس بين الجزائر وكوت ديفوار ولم يتردّدوا في اعتبارها أحسن مباراة لحد الآن في النهائيات، نظرا لكثرة الفنيات والأهداف وحتى المجهود البدني طيلة ساعتين من اللعب، فضلا عن الروح الرياضية المثالية بين الجميع·