وصولا عند مقالات مختلفة سواء تضمنتها الأركان القارة التي تميز الملحق الثقافي منذ انطلاقه، أوما تضمنته أعداده بين الحين والآخر من مساهمات لكتاب وشعراء، ونقاد على مدار العام.. الفجر الثقافي“ حاول العودة معكم اليوم إلى الوراء لينقب في أرشيفه في سنته الأولى، ووقف عند أهم المحطات التي تناوله. هي وقفة نرجسية، ربما، لكننا أردنا من خلالها أن نؤسس للاحتفاء بالعمل الثقافي أيا كانت صورته، ولعل “الفجر الثقافي“ - على تواضعه - قد رسم طيلة السنة الماضية، شيئا من ملامحه.. “حجر الزاوية“.. ملفات، تحقيقات، وروبورتاجات جريئة من بين أهم وأولى الملفات التي تطرقت إليها أعداد الملاحق الثقافية ل“الفجر“، في صفحتها “حجر الزاوية“، كان ملف المراكز الثقافية الأجنبية في الجزائر، أين وقفت “الفجر“ عند النشاطات المكثفة للمراكز الأوروبية الموجودة بالجزائر، في مختلف الفنون والآداب، وعلى مدار السنة وانعدام نشاط مثيلاتها العربية والإسلامية.. في هذا الروبورتاج، استقصينا داخل المراكز العربية، الأوربية وحتى الأمريكية، بدءا من المركز الثقافي الفرنسي الذي يعتبر من أهم المؤسسات الأجنبية الناشطة ثقافيا، مرورا باكتشافنا لنية الحكومة الأمريكيّة الجديدة في إنشاء مركز منافس للمركز الفرنسي في الجزائر، وانتهاء عند المركز الألماني، و“سيرفانتاس“ الإسباني وكذلك البلجيكي.. كما يعتبر الملف الذي خصته “الفجر“ لتجربة النشر في الجزائر من أهم ملفات ملحقها الثقافي، حيث حاولت فيه الإجابة على عدة أسئلة، منها، ما هي الحلقة الأضعف في سلسلة النشر بالجزائر، وتتقصى سبب التمثيل الضعيف في وجود أكثر من مئة دار نشر “ناشطة“، وأكثر من 2500 كتاب جديد، في ظل دعم وزاري استثنائي؟. “عين على التكوين في الفنون الدرامية وفنون العرض.. هل تقف البكالوريا عائقا أمام نجوم المستقبل؟“، هو العنوان الذي خصه الملحق الثقافي لموضوع جد شائك في الجزائر، وهو التمثيل بين الهواية والدراسة الأكاديمية، واستطلعت في ذلك آراء نخبة من المختصين والفنانين، وكذا الطلبة، وقامت بزيارة للمعهد المعني. كما تتبعت فيه مسار أرمادة من الأسماء التي دخلت ريبرتوار السينما والمسرح في الجزائر وهم ممن لم يدخلوا معهدا يوما ولم يجلسوا على دكّة الدرس لتلقّي فنون العرض، وطلبة اليوم الذين لم يفهموا أبجديات العمل الفني بعد تخرجهم. ولأن “الفجر الثقافي“ كان متتبعا لكل الأحداث الوطنية والعربية، فقد سجل عدة مناسبات واستطلع فيها أصحاب الرأي والإختصاص، منها ما تعلق باليوم العالمي لحريّة التعبير أين طرح سؤالا محوريا: الصحافة في الجزائر.. مهنة أم محنة؟! ، حيث أعطى الكلمة لأصحاب القلم، الذين جسّ نبضهم وآراءهم عن الساحة الإعلامية في الجزائر، بما لها وما عليها، احميدة العياشي مدير يومية ‘'الجزائر نيوز‘'، مهدي برّاشد، رئيس تحرير يومية ‘'اليوم‘'، عبد الرحمن طيبي رئيس تحرير يومية “الحوار“، عمر بلهوشات، مدير جريدة “الوطن“، بيسي العيد، مدير يومية “الأحداث“، عبد العالي رزّاقي، أستاذ محاضر بقسم الإعلام، من بين الذين سجلنا آراءهم.. من الملفات التي فتحها “الفجر الثقافي“ في سنته الأولى، ملف حول المسرح الجزائري بعيون عربية، والمسرح الإفريقي بعيون إفريقية، فالأول زامن تنظيم الجزائر للمسرح العربي المحترف، والثاني لاحتفال الجزائر بالمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر.“بين الشاعر والشاعر.. أو من الشاعر إلى الشاعر، أو على رأي الساسة.. بالشاعر وللشاعر“، بهذه العبارات فتح “الفجر الثقافي“ إحدى ملفاته على مناسبة اليوم الوطني للشعر، ليقول لكل شعراء الجزائر “عيد سعيد وكل عام وأنتم شعراء“.. كما كانت موسيقى الراب في الجزائر، لغز القصبة ومشكل الترميم فيها، الكتابة النسائية في الجزائر، ماذا يقرأ السياسيون في الجزائر، الأدب الملتزم والممنوع الديني، صراع وزارة الثقافة والولاية مع البلديات من أجل استرداد قاعات السينما، البيراطاج الثقافي، اللغة الأمازيغية بعد عامين من دسترتها ونتائج ذلك، من بين أهم الملفات التي وضعناها تحت مجهر “الفجر الثقافي“ في حجر زاويته، بموضوعية الطرح وتعدد وجهات النظر التي أعاننا على تجسيدها نخبة من أهم المثقفين والفنانين وحتى السياسيين الجزائريين والأجانب. على “أرائك الورق“.. حوارات أدبية، فنية، مثيرة واستثنائية من الحوارات المهمة التي تناولها “الفجر الثقافي“، في سنته الأولى، الحوار الشيق الذي جمعه بالأديب الجزائري مرزاق بقطاش، والذي عادت معه إلى رأيه في العديد من القضايا الثقافية خاصة ما امتزج ومزج بالسياسة، وأعادت معه قراءة ثلاثين سنة من القراءة والكتابة بثلاث لغات، قصص روايات وأعمال نقدية، ومسيرة إبداعية اكتشف “الفجر الثقافي“ بعضا من جوانبها. “الفجر الثقافي“ كان السباق لحوار مطول ومنوع مع الشاعر عز الدين ميهوبي، في الأيام الأولى من توليه منصب كاتب الدولة المكلف بالاتصال، ليصرخ ميهوبي من خلال هذا الحوار ولأول مرة: “لا يربطني باتحاد الكتاب شيء سوى تقاطع بعض الأحرف، بين اسم الاتحاد وصفته ككاتب“، لتكشف بعده الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي في حوار آخر مع “الفجر الثقافي“ مطلع العام الماضي، بما لم تكشفه من قبل: “يا ناس لا يربطني بجائزة مالك حداد شيء“، ومنه كشفت عن مفاجأة لنساء الجزائر والمتمثلة في كتاب “نسيان.كوم“. غير بعيد عن الأدب، حاور “الفجر الثقافي“ أيضا الشاعر رفعة سلام، الذي شرّح معنا تجربته الشعرية كواحد من أبرز الوجوه الشعرية في مصر. كما كان للروائي الجزائري المقيم في إيطاليا عمارة لخوص، حديث مطول على “أرائك الورق“ عن اشتغاله في أعماله على المكبوت الاجتماعي واستنطاق المحظور الديني والسياسي. كما تناول “الفجر الثقافي“ في العديد من أعداده حوارات مع فنانين وفنانات سواء في المسرح، السينما، الغناء، منها حوار مطول مع الدكتور الروائي أمين الزاوي، الشاعرة ربيعة جلطي، الروائية فضيلة الفاروق، الروائي لحبيب السايح، الروائي واسيني الأعرج، الروائية والمناضلة زهور ونيسي، الروائي ياسمينة خضرا، الروائي حميد غرين، الشاعر عمر أزراج، الكاتب الشاب عبد الرزاق بوكبة، والروائي الشاب سمير قسيمي، الفنانة اللبنانية جاهدة وهبى، المخرج والمنتج السينمائي المصري شريف مندور وحديث عن المشاكل والصعوبات التي اعترضت مساره السينمائي، داخل مصر، خاصة فيلم ‘'عين شمس‘' الذي أحدث ضجة إعلامية وسينمائية كبيرة.. الفنان السوري جهاد سعد، أيضا كان من الفنانين الذين تركوا بصماتهم في “الفجر الثقافي“، بعد أن انفرد الملحق بحوار مميز مع أحد أحفاد الأمير عبد القادر، في زيارة قادته للجزائر، أين كشف عن عملية بيع قصر الأمير بدمشق قبلة السياح الأجانب والعرب للاتحاد الأوربي، ليفند هذا الكلام، المسؤول الأول عن لجنة المعارض العربية محمد غياث، في حوار آخر، ويكشف عن عملية ترميم سوريا للقصر، بمساعدة الاتحاد الأوربي. حوارات مع بعض الدعاة العالميين الذين زاروا الجزائر وكذا بعض المستشرقين والكتاب لم يفوت “الفجر الثقافي“ أن يستوقفهم للحظات، آخذا آراءهم في جملة من الأحداث الدولية والوطنية والقضايا المختلفة، وبذلك حققنا التنوع الذي أهل “الفجر الثقافي“ لأن يكون ملحقا منوعا يطرق كل أبواب الثقافة على اختلاف مجالاتها. “حفر الذاكرة“.. زيارات ميدانية وغوص في أعماق التاريخ لعل من أبرز القضايا التي سجلها “الفجر الثقافي“ بفخر كبير هي الزيارات الإنفرادية التي قادته لصناع الثقافة، والتاريخ الجزائري، منها الزيارة التي أحدثت ضجة في أوساط المجاهدين والتي قام بها “الفجر الثقافي“ للمناضل الكبير ياسف سعدي، والتي كشف فيها ولأول مرة بعضا من الحقائق التاريخية، خاصة ما تعلق بمسيرة الرئيس الأسبق بن بلة وبعض القيادات في الثورة، تلتها زيارة لم تقل عنها أهمية قادتنا لفضيلة بن بوعلي، شقيقة البطلة حسيبة بن بوعلي، حيث استغربت فضيلة بن بوعلي بشدة، ما بدر من بعض المجاهدات في تصريحات صحفية، تضمّنت طعنا في تاريخ جميلة بوحيرد الثوري، واستهجنت السكوت على ما وصفته بالتجاوزات الخطيرة التي تمسّ برجالات ونساء الجزائر الأحرار، وكشفت بعض الحقائق حول قضية نبش قبر حسيبة بن بوعلي، وجوانب من حياتها الشخصية التي لم تكشف من قبل، وأطلقت النار على ياسف سعدي، متهمة إياه بمحاولة قتل بعض المجاهدين. زيارة تاريخية أخرى قادت “الفجر الثقافي“ لأحد شخصيات الظل في الجزائر وهو عبد الحميد اسكندر، أحد أشهر الخطاطين في العالم، كما يعتبر الكاتب الوحيد الذي كتب لكل الرؤساء الجزائريين، وسجل معهم طرائف ومواقف إن نسيها التاريخ ولم يسجلها ف“الفجر الثقافي“ بادر بذلك.. قصته مع الرؤساء الجزائريين، من بن بلة إلى بوتفليقة، وحكاياته مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكذا بعض رؤساء الدول العربية، استوقفت “الفجر الثقافي“ وقراءه. زيارات “الفجر الثقافي“، لم تتوقف عند الأشخاص بل تعدته إلى الأماكن التاريخية والسياحية، ولعل أبرز زيارة سجلها وكان السباق لذلك قرية الفنانين، التي حولتها وزيرة الثقافة فيما بعد لحي جامعي، وتبخر بذلك حلم الفنان الجزائري، حيث وقفت على نهاية الأشغال بها قبل تدشينها من طرف عدد من الوزراء قبيل افتتاح المهرجان الإفريقي الثاني بالجزائر بأيام. ومن الزيارات أيضا زيارة ل“المراكب البحرية بين حرف النداء والهوية التاريخية“، والتي غاصت في تاريخ وحكايات الرايس حميدو، وطقوس البحر، زمن خير الدين وبابا عروج، إلى بعض الأماكن التاريخية في الجزائر الشاسعة مثل قلعة بني حماد، الآثار الرومانية بجيجل، بعض الزوايا التي حافظت على الهوية الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي، والمنتشرة عبر الوطن..