يزداد الإقبال والتردد على الموقع الحموي سيدي طراد في بلدية الزيتونة بالطارف مع حلول فصل الشتاء، نظرا لما يتميز ويشتهر به هذا الحمام المعدني من مياه ساخنة ذات تدفق كبير ومنافع صحية جمة وموقع سياحي جذاب مُندس وسط غابة الصنوبر الكثيفة، وهو ما يزيد في إضفاء الراحة النفسية على مرتادي هذا الحمام يزداد منذ فترة توافد الزوار من كل حدب وصوب على حمام سيدي طراد المعدني بالطارف، خاصة بالنسبة لمرضى الروماتيزم والأمراض الجلدية وأمراض الشلل، وكذا مختلف أمراض الأنف والأذن والحنجرة وبعض أمراض الحساسية وأمراض تصلب الشرايين والأوردة الدموية وكذا آثار الحروق والالتهاب الرئوي المزمن، والأمراض التي أكّد بشأنها أطباء أخصائيون أنه من الممكن أن تشفى تماما بفضل مياه الحمام المعدنية، مثلما يوضّح القائمون على هذا المركب.ويقع حمام سيدي طراد المعروف على بعد نحو 21 كلم شرق عاصمة ولاية الطارف، في منطقة هي برأي مديرية السياحة واحدة من بين أهم الثروات السياحية التي تزخر بها الولاية، والمرشحة لأن تكون لها مكانة مرموقة ضمن المعالم السياحية بعد الإنتهاء من تجسيد عديد المشاريع والهياكل السياحية والمرافق الخدماتية المبرمجة بالمنطقة. ويسمح هذا المشروع الاستثماري الهام الجاري إنجازه بالمنطقة، والذي بات يعوّل عليه للنهوض بهذا الموقع الحموي، بتحقيق إنجاز مبنى المجموعة الأولى من مشروع مركب الاستحمام المتضمن حماما تقليديا بجناحين للرجال وللنساء، وقاعتين للتسخين مجهزتين بوسائل حديثة، ومركز تجاري وخدماتي، ومسبحين، وشقق للإيواء. أما الشطر الثاني لهذا المشروع فيحوي المجمع الطبي الذي برمج به إنجاز قاعتين للعلاج بالمياه المعدنية الحموية وقاعتين لإعادة تأهيل الأعضاء والجسم، وكذا حمامات بخارية بكل مرافقها ومرافق أخرى تخصّص لإيواء المرضى، وقاعة متعددة الخدمات، ووحدة للبحث العلمي، وفندق للإيواء من الدرجة الرفيعة كما هو مبرمج. وللإسهام أكثر في ترقية هذا الموقع الحموي بمنطقة الطارف الغنية بمؤهلاتها الطبيعية والأثرية والتاريخية، يتعين حسب انطباعات بعض الزوار التكفل بحل مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب الذي تعاني منه المنطقة، وكذا ضرورة توفير وسائل النقل وسائر المرافق الخدماتية والصحية، مع التهيئة للأرصفة والطرقات والساحات العمومية وحظائر التوقف للسيارات، وهو المحيط العام الذي لازال يشكو من عدة نقائص.