يبقى النشاط السياحي بولاية الطارف محتشما وغير مؤهل للنقلة النوعية المثمنة والمولدة للثروة وفرص التشغيل، وهذا على الرغم من المؤهلات الطبيعية المتعددة والمتنوعة المتوفرة بالمنطقة. فباستثناء السياحة البحرية الموسمية فإن باقي المؤهلات السياحية تبقى غير مستغلة تسجل ولاية الطارف كل موسم اصطياف محاولات محتشمة وتقليدية لاستغلال المواقع الطبيعية ومنابع المياه المعدنية التي لا تزال مياهها ذات القيمة العلاجية المؤكدة تضيع دون أدنى عناية، استنادا إلى مصادر مطلعة. فمنابع المياه المعدنية الخمسة المتواجدة بالبلديات الجبلية لولاية الطارف، وهي بوقوس وحمام بني صالح وبوحجار والزيتونة وبحيرة الطيور، والتي تتراوح درجة حرارتها ما بين 37 و63 درجة، مؤهلة للإستغلال المثمن من خلال إقامة مشاريع حمامات معدنية بهياكل سياحية وأخرى لعلاج العديد من أنواع الأمراض والالتهابات، خاصة منها التهابات المفاصل والأمراض الصدرية والتنفسية، حسبما أشارت إليه مديرية السياحة. كما توفر الفضاءات الغابية وثرواتها النباتية والحيوانية، مؤهلات هامة للاستغلال وتثمين السياحة الجبلية والعلمية الإستكشافية، فخلال أيام الحرّ غالبا ما يتجه المصطافون وزوّار مدينة القالة إلى الفضاءات الغابية في بحيرة طون?ا للإسترخاء والاستجمام واكتشاف الثروات المكتنزة بالمواقع الطبيعية المحمية من أشجار وطيور ومواقع تاريخية وأثرية تضرب في أعماق تاريخ المنطقة. ذلك هو الحال بمنطقة الغرة الجبلية التي تتربع على علو 1.100 متر في بلدية بوقوس، والتي تجمع بفضائها الجبلي مواقع ومعالم أثرية ذات قيمة تاريخية كبيرة مؤهلة لرد الإعتبار. وتحتضن ولاية الطارف إلى جانب هذا، العديد من المواقع الأثرية كحصن القالة القديمة، وقصر لالة فاطمة بالبلدية الحدودية العيون، وأسوار بوقوس وبرج الرومان بالطارف، وبرج علي باي ببلدية بريحان، والقلعة المطلة على ميناء القالة.كما تم إحصاء 110 مواقع أثرية وتاريخية بتراب ولاية الطارف حسب مديرية السياحة، التي أشارت إلى ضرورة رد الإعتبار وتثمين هذه المؤهلات .