التمسك بإضراب الثلاثة أيام وتحميل الوزارة مسؤولية السنة البيضاء دعت النقابة الوطنية لعمال التربية رئيس الجمهورية إلى التدخل العاجل لحل مشاكل القطاع قبل فوات الأوان، مطالبة بفتح تفاوض جدي مع نقابات القطاع، باعتبار أن الوزارة الوصية أصبحت غير مؤهلة لذلك. وتحدثت النقابة عن فقدان الثقة بين الأساتذ والوزير بن بوزيد مما يجعل - حسبها - الوصول إلى نتائج ايجابية تمنع شبح السنة البيضاء مستحيلا. كشف الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية، بوجناح عبد الكريم، خلال ندوة صحفية نظمت أمس بالعاصمة، عن تمسكهم بإضراب الثلاثة أيام المتجدد، والذي سينطلق بداية من هذا الاثنين، إلى غاية تحقيق كامل مطالبهم المرفوعة على حد سواء، على غرار الإفراج عن نظام التعويضات وإعادة النظر في الإجحاف الذي تضمنه القانون الأساسي لعمال القطاع، والعمل على إعادة النظر في ترقية المعلمين إلى مديرين وتصنيف المساعدين التربويين والأساتذة المهنيين والتقنيين. ورفض بوجناح تلبية مطلب على حساب آخر، متطرقا كذلك إلى ملف الخدمات الاجتماعية وطب العمل، بالإضافة إلى مطلب سن التقاعد، غير أنه أكد أن هذه المطالب لها أولويات، تستدعي تأجيل بعضها إلى جلسات التفاوض التي ستأتي بعد الإفراج عن ملف المنح والعلاوات باعتباره مطلبا أساسيا لا يمكن التراجع عنه. وندد المتحدث بالأسلوب الذي تنتهجه وزارة التربية الوطنية لتكسير الإضراب والحركات الاحتجاجية التي تدعو إليها نقابات القطاع، خصوصا ما جاء على لسان الأمين العام للوزارة، حيث وصف الأساتذة المضربين بالإرهاب، حسب ما نقله بوجناح. كما تطرق نفس المتحدث إلى سرد الطرق الالتوائية التي يعتمدها وزير التربية مع نقابات قطاعه قصد تغليط الرأي العام وشل حركاتهم، آخرها استدعاء نقابتي “الكناباست” و”الانباف”، لعقد لقاء في نفس اليوم الذي ستباشر فيه نقابة عمال التربية إضرابها. واعتبر المتحدث هذا الإجراء ما هو إلى محاولة لإجهاض احتجاجهم، قائلا “إن وزارة التربية تستغل صراعات وانشقاقات النقابات للاصطياد في المياه العكرة”، داعيا رئيس الجمهورية إلى التدخل، ووقف تجاوزات الوزير بعد أن أكد أن دوره يقتصر على دور ساعي البريد لا أكثر. على صعيد آخر أكد، عبد الكريم بوجناح، أن نقابة عمال التربية مستعدة لتجاوز الخلافات مع مختلف النقابات والعمل على توحيد نفسها من أجل تحقيق المطالب المهنية الاجتماعية للأساتذة من خلال الضغط على السلطات العمومية وعلى رأسها الوصاية، دون مراعاة ما سينجر عن ذلك من مشاكل على مستقبل السنة الدراسية والتلاميذ بالخصوص، وأكد أن المسؤولية يتحملها المسؤول الأول على القطاع، قائلا “السنة البيضاء تحصيل حاصل لصمت وتلاعب ومناورات وزارة التربية”، مشيرا إلى أن ما يهم بن بوزيد الآن هو إجراء امتحانات الأقسام النهائية التي هي أهم شيء بالنسبة له، مما يستدعي التحرك فورا لإنقاذ البكالوريا.