استفادت ولاية البيض من مشروع إنجاز خط كهربائي للسكة الحديدية يربطها بولاية الجلفة على امتداد 280 كلم طولي، حسب ما أفاد به مدير قطاع النقل ل “الفجر”، موضحا بأن الوكالة الوطنية لدراسة ومتابعة إنجاز استثمارات السكة الحديدية بصدد الإعلان عن مناقصة وطنية ودولية قصد اختيار مكتب دراسات مؤهل لإعداد البطاقة الفنية الخاصة بذات المشروع، حيث إن العمل جار لاستكمال كافة التدابير الخاصة بذلك حتى يتسنى الشروع في المرحلة الثانية المتعلقة بعملية الإنجاز قبل نهاية السنة الحالية. ومن المرتقب حسب نفس المصدر أن يعبر هذا الخط المكهرب مدينة آفلو، التابعة إقليميا لولاية الأغواط المتاخمة لولاية البيض. وحسب المعلومات الأولية، فإن المشروع يهدف إلى إنجاز خط مكهرب للسكة الحديدية يعد الأول من نوعه في التل الصحراوي ويستقطب القطارات ذات سرعة 220 كيلومتر في الساعة، ما من شأنه أن يقلّص المدة الزمنية التي تستغرقها الرحلة البرية بين ولايتي البيض والجلفة على متن مختلف وسائل النقل الخاصة بسيارات الأجرة أو الحافلات. ويأتي هذا المشروع بعد انتهاء الدراسة الخاصة بإنجاز خط للسكة الحديدية ويربط عاصمة الولاية البيض بمدينة المشرية على مسافة 100 كلم ضمن برنامج تنمية مناطق الهضاب العليا. وقد أوكلت الدراسة لمكتب أجنبي ألماني متخصص في ذات المجال، على أن تنطلق الأشغال الخاصة بعملية الإنجاز عند استكمال الإجراءات الخاصة بانتقاء مؤسسة الإنجاز تبعا لما يقتضيه قانون الصفقات العمومية، حسبما ذكره نفس المسؤول. وتعول السلطات المحلية كثيرا على هذا الخط، وفق ما أكده الوالي في أكثر من مناسبة، حيث يشكل ذات الخط همزة وصل بين العديد من المرافئ والموانئ الاقتصادية الهامة في الجهة الغربية عن طريق خط بشارالمحمدية المار عبر بلدية بوقطب التابعة إقليميا للولاية. ويشكل هذا الخط قبلة نحو مرافئ كل من ولايتي مستغانم وأرزيو، ناهيك عن مشروع خط السكة الحديدية الجاري إنجازه باتجاه سيدي بلعباس عن طريق مولاي سليسن نحو ميناء الغزوات. وستمكّن استثمارات السكة الحديدية بولاية البيض من ترسيخ نقلة نوعية في تشجيع المستثمرين للتوجه نحو بلورة شراكة اقتصادية حقيقية من شأنها استغلال مختلف الثروات الهامة التي تتوفر عليها الولاية، والتي لا يزال العديد منها يشكل مواد خام منها المنجمية، كما هو الشأن بالنسبة لمصنع الإسمنت بالأبيض سيدي الشيخ، وأيضا الآجر الأحمر بعين العراك، والثروة الملحية المتواجدة ببلدية الكراكدة النائية. كما تشكّل هذه المواد الخام ورقة تحفيزية سيكون لخط السكة الحديدية الفضل في تجسيدها وترجمتها إلى مشاريع ميدانية، إلى جانب مختلف الثروات السياحية المترامية عبر إقليم تراب ولاية البيض.