لم تهدئ التعويضات والزيادات التي أعلنتها الحكومة لصالح الأستاذة من حدة الأزمة بقطاع التربية بعد أن وصفتها النقابات بالغامضة ولا ترقى لطموحاتهم موازاة مع غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار “الكناباست” تتمسك بإضراب 24 فيفري وترفض ما تسميه بالصدقات حيث تواصل أمس الإضراب الذي دعت إليه “السناباست” ومجلس ثانويات الجزائر بالثانويات، وانتقل إلى المتوسطات بعد انضمام المساعدين التربويين، في وقت فضّلت فيه نقابات أخرى استشارة القاعدة والتعليق المؤقت لاحتجاجها. نفذت وزارة التربية وعودها وأفرجت عن ملف عمال قطاعها، في أقصر وقت ممكن بعد دخولها في سلسلة من المفاوضات مع الوزارة الأولى، في محاولة منها لإنقاذ السنة الدراسية من شبح اللون البيض الذي كان سيعصف بمستقبل التلاميذ وإعادة الاستقرار إلى المدراس، بسبب إضراب الأساتذة، إلا أن الواقع لم يعكس نتائج الزيادات إيجابيا. وحسب ما أكده المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي “السناباست” مزيان مريان في تصريح ل”الفجر” فإن الإضراب الذي انطلق منذ الثلاثاء المنصرم قد تواصل بصفة عادية أمس الأحد، عبر مختلف ثانويات ولايات الوطن، مضيفا أن تعليق الدروس من طرف الأساتذة رافقه تنظيم جمعيات عامة لمناقشة ما حملته زيادات الحكومة في ملف المنح والعلاوات، على أن يفرج اليوم المجلس الوطني الذي سينعقد بصفة استثنائية قرار الأساتذة حول واصلة الإضراب أو عدمه. من جهته دخل أمس إضراب مجلس ثانويات الجزائر يومه الأول بنسبة تعدت 65 بالمائة بعد استجابة 12 ألف أستاذ لنداء النقابة، حسب المكلف بالإعلام عاشور إيدير، الذي أكد أن الاحتجاج سيتواصل اليوم كذلك في انتظار قرار المجلس الوطني الذي سينعقد بدوره اليوم حول مستجدات الأجور، التي اعتبرها المتحدث بداية خير ونصف انتصار لعمال القطاع، باعتبارها تتجه نحو تحقيق بقية المطالب، من تعديل القانون الأساسي وتثمين النقطة الاستدلالية وسن التقاعد. كشف رواتب الأساتذة للرأي العام يثير سخط النقابات ولم يقتصر الإضراب عند الأساتذة، بعد انضمام تنسيقية المساعدين التربويين المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لعمال التربية لإضراب الأسبوع المتجدد بعد غياب ذكرهم في تفاصيل الزيادة الجديدة لعمال القطاع، زيادة إلى انقطاع الاتصالات مع الوصاية التي خذلتهم بشأن تلبية مطالبهم الخاصة بالتصنيف، وحق الترقية إلى منصب مستشار وإعادة النظر في مهامهم حسب ما نقله بيان التنسيقية، حيث وصلت نسبة الاستجابة إلى 66 بالمائة عبر الوطن. وقال رئيس التنسيقية فرطاقي مراد إن أزيد من 30 ألف مساعد تربوي قاطعو أعمال الإدراة من تسجيل غيابات وتسليم أوراق الدخول، زيادة لمقاطعة مراقبة دخول وخروج التلاميذ بمختلف المتوسطات والثانويات، بالإضافة إلى التوقف عن مراقبتهم بالساحة وفي الأروقة وتأطيرهم داخل المراقد والداخليات. من جهته تمسك المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “الكناباست” بإضراب 24 فيفري حسب المكلف بالإعلام بوديبة مسعود، الذي اعتبر زيادات الحكومة مجرد مغالطة للرأي العام، وأكد باعتبارها بعيدة كل البعد عن الطرح الذي قدمته النقابات. وأضاف المتحدث أن هناك غموضا في المراسلة التي وجهتها وزارة التربية، حيث لم تفصل بدقة في المنح وكيفية إحصاء هذه الزيادة، مؤكدا أن منحة المردودية وحدها التي تتغير من نسبة صفر إلى 40 بالمائة، فإنها يمكن أن تصل قيمة 3000 دج باحتساب نسبة صفر بالمائة لوحدها، مما يجعل النسب التي قدمتها الحكومة - حسبه - لم تتجاوز 15 إلى 20 بالمائة، عكس ما يقال بكونها وصلت إلى 30 بالمائة. وأوضح أن الحكومة تريد فرض هذه الزيادات لتوقيف الإضراب، فقط مذكرا بقرار عدم التراجع عن الاحتجاج، إلا في حالة إعطاء زيادات مشرفة تتناسب والمعيشة الصعبة والارتفاع الفاحش للأسعار، مع تلبية مطلب طب العمل والخدمات الاجتماعية الذي قال إنه تم إهماله، بعد أن أظهر انزعاجهم من طريقة كشف الوزارة في الزيادات، حيث استنكر عملية إعلان كشف راتب الأساتذة للرأي العام.