تحولت عصابات وشبكات المتاجرة وتهريب المخدرات إلى خطر يهدد أمن الجزائر بعد اعتمادها المواجهة المسلحة مباشرة مع قوات حرس الحدود ومصالح الدرك الوطني، حيث تم تسجل 19 اشتباكا عامي 2008 و2009 استخدمت فيها أسلحة حربية ثقيلة أوتوماتيكية ورشاشة، حجزت منها 8 قطع استرجاع 2.8 طن من المخدرات منذ بداية العام الجاري وفي ذات السياق سمح نشاط فرق المكافحة منذ بداية العام الجاري بحجز 2.8 طن من المخدرات. اعتبر مدير الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني، العقيد جمال زغيدة، مهمة مواجهة عصابات وشبكات المتاجرة وتهريب المخدرات، صعبة لكنها غير مستحيلة في نفس الوقت، بالتجنيد الواسع والتعبئة التي أولتها قيادة الدرك الوطني بالتعاون مع مختلف المصالح الأمنية المختصة لمحاصرة تجار السموم، وحصر مسارات تنقل شبكات تهريب المخدرات عبر 3 محاور داخل التراب الوطني. وتتمثل المسارات التي يتبعها المهربون في الحدود الجنوبية الغربية المتاخمة لدول الساحل التي حجزت بها 73 بالمائة من كمية المخدرات خلال العام المنصرم، تليها المناطق الشمالية والداخلية التي حجزت بها 12 طنا، ما يقابل 19 بالمائة من الكميات المحجوزة خلال نفس الفترة، لتحل في المرتبة الثالثة الوجهة البحرية حيث رمت أمواج البحر بما يقابل 7 بالمائة من المخدرات. وكشف ذات المتحدث لدى استضافته أمس في برنامج “ضيف التحرير” للقناة الإذاعية الثالثة، أنه منذ بداية العام الجاري وإلى غاية 15 فيفري الجاري تمكنت مصالح المكافحة بفضل اليقظة والسرعة في التنفيذ إلى حجز 2.8 طن من المخدرات، وهي كميات قليلة مقارنة بالمعدل المسجل خلال العام الماضي حيث وصلت فيه الكمية إلى 5 طن. كما اعتبر أن خطر شبكات وعصابات التهريب والمتاجرة بالمخدرات أضحى يتصاعد على التوالي عبر منافذ الحدود الجنوبية الغربية بتواطؤ جزائريين يعرفون جيدا مسارات ومسالك التنقل عبر الصحراء الجزائرية، أثبتت التحقيقات الأمنية تورطهم، خاصة بعد تبني عمليات المواجهة المسلحة ضد قوات حرس الحدود ومصالح الدرك الوطني، حيث سجل 19 اشتباكا مسلحا، 4 منها عام 2008 و15 العام المنصرم، استعملت فيها أسلحة حربية ثقيلة حجزت فيها 4 مسدسات أوتوماتيكية و4 رشاشات آلية أخرى. وبشأن المخدرات القوية كالكوكايين والهيرويين أعلن المسؤول نفسه أن المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات إفريقية يعمدون إلى إدخالها إلى الجزائر والمتاجرة بها قصد الحصول على وثائق هوية مزورة للإقامة والحصول على أموال للسفر نحو أوروبا. وعن علاقة شبكات تهريب المخدرات بالجماعات الإرهابية قال مسؤول الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني العقيد جمال زغيدة إن هناك ارتباطا واضحا من خلال عمليات المراقبة التي يفرضها الإرهابيون على طول منطقة الساحل وانتظار الغنائم التي يأتي بها تجار المخدرات من خلال دفع الأموال والسماح لهم بالمرور أو العكس.