أعاد الشاعر المصري، شعبان يوسف، مجددا، فتح ملف منع أعمال الروائي الجزائري رشيد بوجدرة من دخول مصر، على خلفية الواقعة الأخيرة التي شهدتها الساحة الأدبية المصرية، بعد مصادرة ومنع رواية “لهو الأبالسة” للكاتبة المصرية، سهير المصادفة وقال شعبان في الندوة التي عقدت مساء أول أمس بالقاهرة، حول قضية مصادرة الأعمال الأدبية، إن وزارة الثقافة المصرية ساهمت مع الإخوان المسلمين في مصادرة الإبداع، وإنها لا تساند المثقفين، بل تسعى لمصادرة العديد من الأعمال الأدبية، واستشهد في ذلك برواية “المرث” للكاتب الجزائري رشيد بوجدرة، والتي حققت أعلى المبيعات ونفدت منها 27 ألف نسخة في الجزائر، بعد صدورها في أواخر سنة 2003، قبل أن ينقلها الشاعر شعبان يوسف من الجزائر إلى القاهرة مع تنازل من بوجدرة عن حقوق النشر، كما نقل شعبان معها روايات أخرى للكاتب نفسه، وعرضها على مسؤولي النشر بدار الهلال وهيئة الكتاب المصرية، لكنها رفضت من الاثنين، وبمجرد أن سلمها شعبان للروائي المصري إبراهيم أصلان قرر نشرها في سلسلة “آفاق الكتابة” التي أسسها أصلان وترأس تحريرها في الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، غير أنه سرعان ما اضطر للتراجع عن نشرها وقرر التوقف عن طباعتها وسحبها من المطبعة، بعد تدخل جهات رسمية مصرية. وفي هذا الصدد، أكّد يوسف في كلمته، أن المتطرفين الذين يقمعون حرية الرأي والتعبير ويقفون حائلا دون تقدم المشهد الإبداعي في مصر، هم امتداد للدولة وسياستها، وأن الحكومة لديها علم بكل ما يحدث ولا تفعل شيئا لأنها تريد أن تشغل الناس عن القضايا الحياتية الأهم لصالح قضايا أخرى أقل أهمية، كمصادرة “لهو الأبالسة” وقبلها رواية “المرث” لرشيد بوجدرة.. وكان بوجدرة، في تصريحات سابقة، قد وصف قرار منع طبع روايته “المرث” في مصر ب”لا حدث”، مضيفا “كنت أعلم مسبقا أنهم سيرفضون النشر لي في مصر لأنني جريء، بل أنا الأكثر جرأة والوحيد الذي أدخل الجنس إلى الرواية بعمق وتفصيل”. رواية “المرث” تقع أحداثها في بيت قديم، أين يحتضر أب الراوي الذي كان طوال حياته رجلاً استثنائياً، يتقن بشكل خارق عدة لغات، رحالة لا يتعجب، رجل أعمال فذ، سياسياً شجاعاً وزوجاً لخمس نساء، من بينهم امرأة يهودية تشكل المحور الذي تدور حول الرواية.. التي وصفت بالجريئة.