ندد عميد مسجد باريس، الدكتور دليل أبو بكر، بالحملة الانتخابية العنصرية المستهدفة للجزائر والإسلام التي يشنها حزب اليمين الفرنسي المتطرف بقيادة رئيسه، جون ماري لوبان، في سباق المحليات الفرنسية المقبلة، داعيا العدالة الفرنسية إلى التحرك، خاصة وأن القانون الفرنسي يمنع مثل هذه التصرفات الفرنسية وأوضح عميد مسجد باريس، في تصريح ل”الفجر” أمس، أن حزب اليمين الفرنسي تجاوز كل الأعراف والتقاليد السياسية المسموح بها خلال حملته الانتخابية تحسبا لانتخابات المحلية، وهي الحملة التي ركزت على كراهية الجزائريين بصفة خاصة والمسلمين بصفة عامة، والأكثر من ذلك استعمال ملصقات إعلانية تعبر بوضوح عن هذه الدعوات التي لاتمت بأي صلة لحضارة ومبادئ الثورة الفرنسية، التي تعتبر أسمى تشريع تسير وفقه كل التنظيمات الفرنسية بما فيها التنافس الانتخابي. من جهة أخرى، دعا نفس المصدر العدالة الفرنسية إلى التحرك بسرعة لأخذ مجراها في قضية العار التي تتنافى والقانون الفرنسي المنظم للحملات الانتخابية من جهة وقانون الإعلام من جهة أخرى، وهما التشريعان اللذان يمنعان رفع شعارات عنصرية ومستفزة في أي استحقاق مهما كان نوعه، سياسية، ثقافي أو رياضي، خاصة أمام عشرات الدعاوى القضائية التي رفعتها جمعيات الجالية الجزائرية المقيمة بمختلف مناطق التراب الفرنسي، منها القضية التي رفعها الأستاذ آكلي ملولي، نائب رئيس بلدية عن الحزب الفرنسي الاشتراكي، من أصول جزائرية. كما استغرب الدكتور أبو بكر توقيت هذا الانزلاق، حيث تنشد فيه مختلف الفعاليات السياسية الفرنسية الحرب على التطرف العنصري والديني مهما كان نوعه وجنسياته، دون أدنى اعتبار لعواقبه الوخيمة في صفوف الجاليات الإسلامية والمغاربية المقيمة بفرنسا. وتتزامن حملة العار التي يقودها حزب اليمين الفرنسي المعروف بعنصريته تجاه الجزائر بعد أيام قليلة مع تصريحات جبانة أطلقها وزير خارجية فرنسا، برنارد كوشنير، يعتبر فيها أن رحيل جيل الثورة هو أحد أهم العوامل التي من شأنها أن تدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام.