عميد مسجد باريس الدكتور دليل بوبكر وصف عميد مسجد باريس الدكتور دليل بوبكر الإعلانات الانتخابية لحزب المتطرف جان ماري لوبان الجبهة الشعبية بالاستفزازية، مضيفا أن الجمع بين علم الجزائر والإسلاماوية يعد خطأ خطيرا وواحدا من آثار حرب التحرير الجزائرية. وقال دليل بوبكر في تصريح للشروق أمس إن مسجد باريس كمؤسسة دينية تريد أن يحترم الآخرون الإسلام، كما تعمل هي على احترام مبادئ الجمهورية الفرنسية التي تفصل بين الدين والسياسة، لكنه تساءل عن خلفية الانحرافات الخطيرة والمجنونة التي ارتكبها حزب الجبهة الشعبية الفرنسية في الحملة الانتخابية الحالية عندما استعمل علم الجزائر في الإعلانات إلى جانب شعارات مسيئة تقول لا للإسلاماوية، ألا تكون هذه من آثار حرب التحرير الجزائرية؟ ولماذا استعمال رموز الجزائر والإساءة إليها بمناسبة الحملة الانتخابية التي لا دخل للجزائر فيها؟ وعبر عميد مسجد باريس عن استيائه الشخصي وشجبه لمثل تلك العنصرية الموجهة ضد الإسلام والجزائر رغم كونه كجزائري "خدمت فرنسا مثل ما يخدمها ألاف الجزائريين"، لكن رغم ذلك يقول "المسلمون المساكين في فرنسا يستفزون كل أسبوع وكل يوم في قضايا تمس معتقداتهم وحياتهم مثل قضية الحجاب والنقاب ومطاعم الأكل الحلال والمساجد ومقابر المسلمين" مع أن مبادئ الجمهورية الفرنسية اللائكية تقول بحرية الجميع ومساواتهم أمام القانون سواء كانوا مسيحيين أو يهود أو مسلمين. كما عبر المتحدث عن استيائه من الحملات المشبوهة التي تستهدف الجزائريين رغم كونهم أكبر الجاليات المسلمة في فرنسا، مؤكدا "أن مسجد باريس كمؤسسة دينية ليس له الحق في التصرف مثل الجمعيات السياسية لكن نحذر من هذه الانحرافات التي تخرق قوانين الجمهورية اللائكية". وعن الخطوات التي سيقوم بها مسجد باريس للتعبير عن السخط من هذه الحملات المغرضة ضد المسلمين عامة والجزائريين بصفة خاصة، قال بوبكر "بعد انتهاء احتفالات المولد النبوي الشريف التي كانت دينية محضة، ستقوم المساجد في فرنسا بإلقاء الدروس والعبر لتهدئة نفوس المسلمين الغاضبة والدعوة إلى العمل ضد هذا الاستفزاز في إطار ما يسمح به القانون"، مؤكدا "أن هناك كثيرا من أبناء الجزائريين الذين سيدخلون الانتخابات الجهوية ويمكنهم أن يتحدثوا عن هذه الحملات ومحاربتها بالكلمة والفعل القانوني".