تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس العالم، وعمّت فرحة عارمة جميع أنحاء الوطن، وأصبح الكبير والصغير يتابع آخر أخبار اللاعبين وحتى الشيوخ والعجائز أصبحوا يحفظون أسماء كل اللاعبين وحتى أسماء أقاربهم. وأمام هذه الفرحة العارمة، هناك بعض الأسر عاشت الأحزان من فقدان فلذات أكبادها أو أقاربهما بسبب الإفراط في التعبير عن فرحتهم سواء بحادث سير أو بسبب آخر، لكن هنا استوقفتني ظاهرة ارتفاع الإصابة بالنوبات القلبية التي سجلت سواء من شدة الفرحة أو التأثر. والملاحظ أن مشاهدة مباريات رياضية مثيرة وحامسة تؤدي إلى زيادة سوء مشاكل القلب ومنها النوبات القلبية التي كانت ترصد عليهم علامات قلة تدفق الدم نحو القلب (اللاسكيميا Ischemie أي نقص التروية الدموية وهو نقص الأوكسجين من الأوعية الدموية إلى جميع خلايا الجسم، وازدياد نشاط غليان تكوّن خثرات الدموية أثناء مشاهدتهم المباريات مقارنة بمشاهدة البرامج التثقيفية أو الترفيهية. هناك زيادة حادة في معدلات النوبات القلبية لدى مشجعي كرة القدم بعد مباريات المونديال أو بعد تصويب ركلات الترجيح في نهاية المباراة، والأخطر من هذه المسألة أن الذين يشعرون بمشكلات القلب يظلون ينتظرون نهاية المباريات قبل أن يتوجهوا إلى المستشفى لمعاينة حالاتهم، بعد أن تكون النوبة القلبية قد أحدثت أضرارا في جميع أعضاء الجسم؛ ومنهم من لا يصل إلى المستشفى إطلاقا لأنهم تأخروا في طلب المساعدة منتظرين نهاية المباريات. نصيحتي لك هي أقدِم وشاهد المباريات، إلا أن عليك أن تتأكد من أنك تناولت أدويتك في ذلك اليوم كما هو معتاد وعليك أن تقلل الأطعمة المالحة وتجنب المشروبات الكحولية وإن شعرت بأي ضغط أو ثقل في الصدر أو ضيق في النفس أو دوخة، فتوجه فورا إلى قسم الطوارئ من دون أي تأخير. أما إذا كنت منزعجا ومتوترا لأن منتخبك أو فريقك المفضل منهزم فتقبّل الخسارة، فأغلق عينيك وتنفس ببطء وردّد مع نفسك فريقي يعلب بطريقة جيدة، لكن هذه كرة القدم لعبة وفرجة وسأنتظر إلى السنة المقبلة والمزيد من الانتصارات. وفي الأخير يجب المزيد من التوعية والتحسيس والإرشاد من أطباء وأطباء نفسانيين واختصاصي علم الاجتماع ومن الإعلاميين للمشجعين والمتتبعين، خاصة المصابين بالأمراض المزمنة، للابتعاد عن الضغوط والتوترات النفسية والعصبية والتمتع بثقافة التشجيع دون الإفراط مع كل مبارة أو رياضة حاسمة لأن ”صحتك هي رأس مالك”.