أدت فوضى المواصلات وندرة الحظائر بمدينة عنابة إلى تحويل أغلب الشوارع الرئيسية إلى مواقف، مقابل مبلغ قدره 20 دج سعر يحدده بعض الشباب البطال لأصحاب السيارات الذين أصبحوا مجبرين على دفع هذا المبلغ مقابل حراستها، وفي حال الرفض تتعرض عجلات هذه المركبات إلى العطب بوضع دبابيس ومسامير غير مرئية. وهو الأمر الذي لم يهضمه أصحاب المركبات، لأن ما يقوم به هؤلاء الشباب غير قانوني. في زيارة قادتنا إلى بعض المواقف أمام البنوك والإدارات العمومية والأسواق لاحظنا منافسة شرسة بين الشباب حول استغلال الشوارع، التي أصبحت مصدر دخل لهؤلاء ومنهم محمد بطال منذ 3 سنوات يمارس هذا العمل الشاق، حيث يقبع مع رفاقه الثلاث في الحر والقر طول النهار لحراسة ممتلكات الغير مقابل مبلغ زهيد. ويقول محدثنا إن البطالة هي التي ساقتهم إلى الاسترزاق من مثل ذلك العمل المتعب، فهم يدخلون أحيانا في مشادات عنيفة مع اللصوص ويضعون أنفسهم في خطر من أجل حماية السيارات الفاخرة - يضيف محمد قائلا - علما أن أصحاب المركبات من جهتهم أكدوا لنا أنهم أصبحوا عرضة للتهديد والابتزاز من طرف هذه الجماعات خاصة في فترة الليل حيث ترتفع أسعار المواقف وقد تصل إلى 40 دج. “صحيح - كما قال أحد الشباب المستغلين للأماكن المحاذية للأرصفة- عملنا هذا غير قانوني وحياتنا في خطر دون تأمين، لكن لا نستطيع أن نتركه لأنه بات مصدرا هاما للاسترزاق”. علما أن سوء التسير وقلة الحظائر الشرعية زاد كثيرا في الآوانة الأخيرة وذلك في ظل تنامي البطالة واتساع دائرة الفقر.