يتعرض يوميا العديد من مستعملي الطريق الوطني رقم 5 إلى عمليات سطو وسرقة تحت التهديد من قبل جماعات أشرار مدججة بالأسلحة البيضاء بمختلف أنواعها والغازات المسيلة للدموع، وذلك على مستوى الطريق الرابط بين مدينتي الرغاية وبودواو وبالضبط بمحاذاة القرية الفلاحية المعروفة باسم ”الكروش” أو ”سيتي دالاس”. وتحتوي هذه الجهة على المئات من البيوت القصديرية، حيث يلاحظ في عين المكان انتشار البيوت غير الشرعية على حافة الطريق، وحتى خيمات البدو الرحل حاضرة بكثرة بعدما حطت رحالها بالأماكن الرعوية بالمنطقة وتلاحظ الماشية والإبل ترعى بمحاذاة الخيام، حيث ينحدر نزلاء هذا الحي من مناطق متفرقة من أنحاء الوطن. وحسب ما سجلته ”الفجر” التي كانت حاضرة بعين المكان في الكثير من المرات، وكذا شهادة العديد من المسافرين الذين تحدثنا إليهم، فإن هذه العصابات متكونة من ثلاثة إلى ستة شبان يغتنمون فرصة غياب دوريات مصالح الدرك لتنفيذ عملية السطو، إذ تلجأ إلى التوغل وسط المسافرين من خلال استعمالها للحافلات المتجهة لحي ”الكروش” حتى تتمكّن من ترصد واختيار ضحاياها من المسافرين، ولدى وصول الحافلة لمكان تنفيذ العملية يقوم أفراد العصابة بتوقيف الحافلة بالقوة في أماكن معزولة تحت تأثير الأقراص المهلوسة، إذ ينتشر أفراد العصابة في مختلف أرجاء الحافلة لتتم عملية السطو والاستحواذ على ممتلكات الأشخاص من هواتف نقالة، مجوهرات، أموال وكل الأغراض الثمينة. وحسب شهود عيان، فقد تم تسجيل عدة إصابات بجروح متفاوتة الخطورة في صفوف مستعملي الحافلات سواء رجالا أو نساء في مختلف الأعمار في عمليات متفرقة نُفذت في وضح النهار. كما يعتمد أفراد العصابة على خطة أخرى بعدما يُسدل الليل ستاره، فجذع الشجرة الملقى على حافة الطريق بالقرب من محطة الحافلات باتجاه الرغاية - الذي لا يزال لحد كتابة هذه الأسطر- لم يوضع هناك عن طريق الصدفة، فبعد حلول الظلام يُستعمل هذا الجذع كوسيلة لقطع الطريق وعرقلة حركة السير، هذا ما أكدته شهادة أحد الضحايا الذي تعرض للسلب والنهب من قبل جماعة اعتبرها مجهولة، إذ قامت بعرقلة سيره بواسطة جذع شجرة، بعد أن تم استوقافه والتهجم عليه، حيث تفاجأ باعتداء عن طريق السلاح الأبيض الذي كان بحوزتهم، ليتم بعدها سلبه من كل ما يملك من أشياء ثمينة إضافة إلى هاتفه النقال. بهذا الصدد وكنتيجة لكل هذه الأوضاع الصعبة التي يتخبط فيها المواطن الأعزل، يناشد مستعملو الطريق الوطني رقم 5 في شطره الرابط بين الرغاية وبودواو، السلطات المعنية بما فيها الأمنية على وجه الخصوص، بضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لردع هذه الجماعات التي لم توقف نشاطها الإجرامي الذي يبقى يهدد أمن وسلامة المواطن في وضح النهار لعجزه عن المقاومة والتصدي لأفراد هذه العصابات المنظمة.