تمكنت الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني للرويبة بداية الأسبوع الجاري، من وضع حد لنشاط العصابة التي كانت تقوم بالاعتداء على مستعملي الطريق شرق العاصمة وسلب هواتفهم النقالة وأموالهم، وكان أغلب ضحاياهم من النساء. * * العقيد طيبي: حرب دون هوادة ضد القواعد الخلفية للإجرام * * تضم هذه العصابة 12 فردا كانوا موزعين على مناطق "نشاط" مختلفة من بينهم أطفال ينشطون تحت لواء "زعيم" لا يتجاوز عمره 22 عاما، مسبوق في عدة قضايا إجرام، وينحدر هؤلاء من الحي القصديري "الكروش" بالرغاية. * وعرض الرائد رضا بوخنفوف، قائد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني للرويبة التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية الجزائر وقائع هذه القضية في لقاء ب"الشروق اليومي"، وكشف أن مصالحه باشرت تحريات واسعة بعد تزايد الإعتداءات ضد المواطنين من مستعملي الطريق، خاصة الطريق الوطني رقم 61 و الطريق الوطني رقم 5 الرابط بين العاصمة و بومرداس وولايات الشرق، ويعرف حركة نشيطة، ويقع الطريقان بمحاذاة الحي القصديري "الكروش" المعروف بحي "دالاس"، وتقيم فيه ما لايقل عن 1600 عائلة نازحة من عدة مناطق وولايات، ويعرف بأنه أحد أوكار الإجرام والإنحراف، وأثارت هذه الاعتداءات التي تقع غالبا خلال ساعات الدوام، مخاوف مستعملي الطريق، خاصة النساء وكبار السن. * وأسفر التحقيق في شكوى مواطن تعرض لاعتداء متبوع بسرقة هاتفه النقال ومبلغ مالي قدره 1.5 مليون سنتيم على مستوى الطريق الوطني رقم 5 عن تحديد هوية أحد المعتدين الذي تعرف عليه الشاكي من خلال صور المسبوقين المدونة لدى بنك معلومات الدرك ،إضافة الى شريكه وهو قاصر لا يتعدى عمره 16 عاما، واعترف الموقوفان أثناء التحقيق بالأفعال المنسوبة إليهما وكشفا عن هوية رئيس العصابة المدعو "ح.أ" وهو مسبوق عدليا في قضايا إجرام عديدة كان في حالة فرار، واعتمدت الكتيبة الإقليمية للدرك بالرويبة مخططا أمنيا بسوق المواشي المقنن الواقع بمحيط الحي القصديري بالكروش لإحباط اعتداءات على المتسوقين لسلب أموالهم، ليتم بموجب ذلك، توقيف زعيم العصابة و بحوزته 5 هواتف نقالة ملك للضحايا وسلاح أبيض كان يستخدمه في الاعتداء عليهم. * وأضاف الرائد بوخنفوف، أن التحقيقات قادت الى تفكيك العصابة وتوقيف 9 آخرين من بينهم 3 مسبوقين قضائيا في حملة مداهمة للحي القصديري جند لها العديد من رجال الدرك، مدعمين بأفراد فصيلة الأمن والتدخل، وتتراوح أعمار المعتدين بين 16 و22 عاما بطالين، ولفت الرائد الانتباه الى أن مستواهم الدراسي لايتجاوز السنة الثانية من الطور أساسي وينحدرون جميعا من الحي القصديري "الكروش" وكان يتم "تجنيدهم" من طرف "الزعيم" الذي يقوم بتأطيرهم ونشرهم في نقاط نشاط متفرقة، حيث كان البعض يقومون بالتنقل على متن حافلات نقل المسافرين ويترصدون حاملي الهواتف النقالة ويستولوا عليها بمجرد توقف الحافلة في الموقف القريب من حي الكروش والفرار أو ترصد مستعملي الطريق بتهديدهم بواسطة السلاح الأبيض لسرقة هواتفهم و أموالهم و الفرار. * وتمت إحالة الموقوفين على وكيل الجمهورية لدى محكمة الرويبة بتهم تكوين جمعية أشرار، السرقة الموصوفة، التهديد بالسلاح الأبيض، الاعتداء المتبوع بالسرقة، حمل سلاح محظور. * * فتح مركز للدرك بحي "دالاس" القصديري * * وعلمت "الشروق اليومي"، أنه سيتم فتح مركز تابع للدرك الوطني على مستوى الحي القصديري "الكروش" قريبا في إطار برنامج التغطية الأمنية للأحياء الفوضوية والقصديرية لضمان مراقبتها، وأفاد العقيد مصطفى طيبي، قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية الجزائر في تصريح ل"الشروق اليومي" أن مصالح الدرك تفرض رقابة مشددة ومستمرة على الأحياء القصديرية بتكثيف الدوريات و"حملات التمشيط" والمداهمة لإحباط أية محاولة بناء بيت قصديري، وأيضا في مكافحة الإجرام بعد أن تحولت هذه الأحياء الى قواعد خلفية للإجرام، وأشار العقيد طيبي الى أن المخطط الأمني المعتمد خلال أيام عيد الأضحى ويمتد الى السبت المقبل استهدف بشكل كبير الأحياء القصديرية "لإفشال محاولة استغلال المناسبة لتشييد سكنات قصديرية" واعتبر ذلك أولوية الدرك، مشيرا الى هدم ما لا يقل عن 285 بيت فوضوي منذ بداية العام الجاري.