أوضح عضو الفيدرالية الأوروبية لجمعيات الجزائريين، سعيد بن رقية، أن دعوة الدول الأوروبية إلى إنشاء قوة أمنية مشتركة في مياه البحر الأبيض المتوسط كإجراء يحد من ظاهرة الهجرة السرية أمر غير إنساني، باعتباره يساهم في رفع عدد المفقودين ووفاة آخرين وتضييق على حرية تنقل الأشخاص وتعد على حقوق الإنسان وحقه في الهجرة، من جهة أخرى، مضيفا أن تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا أصبح يهدد الأجانب بأفكاره الخاطئة وسياسته العمياء. كشف أمس رئيس مندوبية الفيدرالية الأوروبية لمقاطعة الأندلس الاسبانية في تصريح ل”الفجر”، عن عزم إسبانيا وإيطاليا وفرنساوألمانيا إنشاء قوة مشتركة بحرية لحراسة السواحل الجنوبية للقارة العجوز كإجراء وقائي لتعزيز أمنها، حسب ما تزعم، غير أن هاجس الهجرة السرية يبقى السبب الرئيس من الإجراء بعد عزوف عدد من الدول المغاربية عن المشاركة كحارس لأوروبا، مشيرا الى أن إعلان إيطاليا وفرنسا عن انطلاق تنفيذ الإجراء يدخل في إطار اتفاق فيشي بفرنسا سنة 2008، بين ألمانياوفرنسا وإيطاليا. وقال سعيد بن رقية إن الإجراء سيتم توسيعه في الأيام القليلة المقبلة إلى إسبانيا، في إطار الاتفاق المبرم مع فرنسا لمحاربة منظمة ”ايتا”، ليشمل محاربة الإرهاب بصفة عامة والحد من ظاهرة الهجرة السرية من شمال إفريقيا، موضحا أن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة المعروفة بعنصريتها إلى مواقع القرار الأوروبي أهم أسباب ظهور مثل هذه الإجراءات التي تعتبر عمياء وعنصرية، ردا على رفض الدول المغاربية لعب دور حارس أوروبا الجنوبي، ودعا إلى التخفيف من التضييق الممارس على طالبي التأشيرة مع مراعاة الضوابط الأمنية والاقتصادية لدول الإتحاد الأوروبي كإجراء فعال للحد من الظاهرة، باعتبار تشكيل قوات مشتركة في عرض البحر يزيد من عدد الوفيات والمفقودين ويضاعف قوارب الانتحار. من جهة أخرى، أفاد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الحبيب بن يحيى، وفق ما نقلته وكالة ”أكي” الإيطالية، أن دور الدول والسلطات المغاربية ليس لعب دور شرطي للمنطقة في مجال الهجرة السرية، خاصة بعد أن أشار اتحاد المغرب العربي منذ عام إلى ضرورة حل المشكل جذريا من خلال تنفيذ وتركيز مشاريع تنموية في الدول الإفريقية، مضيفا أن اتحاد المغرب العربي يتحاور في هذا الشأن مع الطرف الأوروبي لتوضيح الرؤية المشتركة للدول المغابية. وقد دعا وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتّيني، إسبانياوألمانيا، إلى بناء جيش أوروبي للتدخل في المسارح الأجنبية من خلال الانضمام إلى مبادرة بلده بتأسيس قوات مشتركة مع فرنسا في الأيام المقبلة.