أفادت وزارة الداخلية الإيطالية نهاية الأسبوع الفارط، في جلسة استماع أمام لجنة “الشنغن” البرلمانية، أنه ولأول مرة لم يسجل وصول أي مهاجر حراڤ من الجزائر منذ بداية السنة الحالية، ما يضع الجزائر في المرتبة الأولى بنسبة مائة بالمائة من حيث تراجع أعداد الحراڤة القاصدين الجزر الإيطالية. وقال روبرتو ماروني، وزير الداخلية الإيطالي، حسب ما أوردته جريدة “لا ستامبا الإيطالية، إن هذه النتيجة لا تعد إيجابية لإيطاليا فقط، بل لكل الدول الأوروبية، بعدما كانت سواحلها، وخاصة الشرقية منها، لسنوات نقطة وصول رحلات الحرڤة للجزائريين والتونسيين والمغربيين، بل وحتى الأفارقة الآخرين، الذين تمكنوا من بلوغ التراب الجزائري عبر رحلة حرڤة من بلدانهم، ليخوضوا بعدها رحلة هجرة سرية أخرى باتجاه سردينيا من سواحل ولاية عنابة. وأكد المسؤول الإيطالي أنه منذ مطلع العام الجديد لم يسجل وصول سوى 170 مهاجر فقط، جلهم من الصحراء الإفريقية، في حين كان قد سجل في نفس الفترة من السنة الماضية وصول 4573 مهاجر غير شرعي، غالبيتهم من الجزائر، تونس، ليبيا والمغرب. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإيطالية كانت قد أعلنت الشهر المنصرم عن مشروع ترحيل أعداد معتبرة من الحراڤة باتجاه بلدانهم، بعد إبداء هذه الأخيرة موافقتها للمساهمة في تنفيذ هذه المهمة من خلال التمويل المالي للتكفل بالرحلة الجوية أو البحرية التي ستعيد آلاف الشبان الجزائريين الذين يقيمون بمراكز الحجز بجنوب إيطاليا تحت وطأة ظروف معيشية صعبة للغاية، زادت في تدهورها الاحتجاجات المستمرة منهم نتيجة حجزهم كمساجين بالمنطقة التي لا يسمح لهم بمغادرتها وتضييق الخناق عليهم، وإن كل من يقدم لهم المساعدة سيتعرض للحبس 3 أشهر، وتبعا للحالة الكارثية المسيطرة على مراكز الحشر هذه، وجهت أعداد هائلة من الحراڤة لنداءات الاستغاثة للحكومة الجزائرية لمساعدتهم على العودة إلى ديارهم.