قصد الحصول على معلومات وتوضيحات تفيد القارئ والمسافر على متن الطائرة في مثل هذه الأحوال والظروف، اتصلت ”الفجر” بقائد طائرة يعمل بشركة الخطوط الجوية الجزائرية. هذا الأخير فضل عدم الكشف عن اسمه قال إن ثوران بركان إيسلندا في الوقت الحالي أحدث اضطرابا في حركة الملاحة الجوية الدولية التي تأثرت منذ ثورانه، ما استدعى اتخاذ احتياطات وتدابير استعجالية تمثلت في توقيف حركة الطائرات على مستوى المطارات في البلدان التي تقع في محيط البركان وبالتحديد التي تتجاوزها السحب والغيوم البركانية، إذا علمنا أن الأحوال الجوية وتأثيراتها لاسيما سرعة الرياح في نقل السحب البركانية المحملة بشتى أنواع الغازات الكربونية، إضافة إلى الأتربة والزجاج التي تؤثر مباشرة في الطائرات. وأضاف المتحدث أن مكمن الخطر بالنسبة للملاحة الجوية يتمثل في كون الطائرة أثناء تحليقها في الجو تصادف سحبا بركانية، ما يجعل تلك الجزئيات المقذوفة في السماء وعلى ارتفاع مختلف من منطقة لأخرى تلج إلى المحرك مباشرة، الأمر الذي يؤدي إلى تعطله، ما يشل نشاط الطائرة مرة واحدة على ارتفاع من 30 إلى 35 ألف قدم، ما يؤدي إلى حدوث الكارثة بعد وقوع الطائرة على ذلك الارتفاع وارتطامها باليابسة أو وقوعها وسط البحر. معتبرا أن السحب البركانية تؤثر على الطاقم وعلى الركاب بعد نفاذها داخل الطائرة، خاصة رائحتها المتشبعة بحريق خليط المقذوفات التي يرسلها البركان عبر حممه المتدفقة. في ذات السياق، أوضح قائد الطائرة أن إحدى الطائرات تابعة لشركة طيران أوروبية في وقت سابق عبرت في رحلتها بجوار بركان ثائر، ما تسبب في توقف محركها على ارتفاع 35 ألف قدم، استوجب على طاقمها المغامرة بالنجاة أو الموت، ولتفادي الكارثة النزول الاضطراري عن ذلك الارتفاع إلى قرابة 7 آلاف قدم حتى يستعيد المحرك نشاطه، وقد نجت تلك الطائرة وطاقمها وركابها من الموت بأعجوبة. لكن المميز والغريب في الأمر أنه لحد الآن لم يستطع المختصون في مجال الطيران تحديد الخطر الحقيقي للغبار البركاني ليبقى محصورا فيما تم ذكره سابقا، وانتقد المتحدث بشدة الرحلات التجريبية التي قامت بها بعض شركات الملاحة الجوية الأوروبية تزامنا وثوران بركان إيسلندا. حادثة ”تشرنوبيل” أغلقت الفضاء أمام الطائرات بسبب الإشعاعات النووية عن حادثة ”تشرنوبيل” الخاصة بالمفاعل النووي الذي انفجر عام 1986 بروسيا، قال قائد الطائرة بالخطوط الجوية الجزائرية إن مديريات الطيران المدني للدول الأوروبية والواقعة في محيط منطقة الانفجار على مدى آلاف الكيلومترات حتمت على السلطات الروسية اتخاذ إجراءات فورية عاجلة، منها توقيف حركة الملاحة الجوية تفاديا للمخاطر الكبرى الناجمة عن ذلك. أما بخصوص ما تردد في وقت سابق، ومايزال يتردد لحد الآن حول ”مثلث برمودا”، هذه المنطقة اللغز أو الأسطورة، حسب تعبير المتحدث، فإن الأمر لايزال قائما، ونسمع مثل الجميع باختفاء طائرات وبواخر سلكت ذلك الطريق، لكن المؤكد أن الرحلات الجوية المتوجهة نحو أمريكا تسلك ذلك المسار فوق المحيط الأطلنطي دون أن تتعرض لأي حادث يذكر.