الزائر لمدينة وهران يلاحظ اختفاء محلات بيع "الجبة الوهرانية" التي كانتو حتى وقت قريبو منتشرة بأحياء المدينة العتيقةو كحي الحمريو المدينةالجديدةو مديونيو بلاطوو والكمينو وغيرها من الأحياء التي كانت تضم عددا كبيرا من هذه المحلات التي يتنافس أصحابها في عرض أبهى "الجبات" للفت انتباه الزائرات اللواتي يفضلن اقتناء واحدة منها والإحتفاظ بها كتذكار عن عروس البحر الأبيض المتوسط. تجولنا بمدينة وهران وأزقتها العتيقة التي تنتشر بها عربات بيع الفواكه على أشكالهاو بحثا عن محل لبيع الجبة الوهرانية التقليدية.. فبعد أكثر من ساعتين من التجوال عبر شوارع المدينةو وجدنا محلا يعرض على واجهته الأمامية قطعة واحدة من الجبة الوهرانية بسوق المدينةالجديدة.. دخلنا لنستفسر عن سر غياب هذه الجبة التي تعد من العادات العريقة للمنطقة الغربيةو فأجابنا البائع أن نساء اليوم يفضلن ارتداء العباءات العصرية والجبات الخليجية والكويتية التي غزت أسواق وهران بكثرة وبأسعار تتراوح بين ألف دينار و2500 دينارو مشيرا إلى أن خياطة الجبة عرفت اندثارا كبيرا خلال ال10 سنوات الماضية نتيجة غزو المنتجات المستوردة من جهةو وتوجه النساء الوهرانيات إلى ارتداء اللباس العصري أو التقليدي لباقي مناطق الوطن خلال الحفلات والأعراس من جهة أخرى.. والدليل أن جميع محلات بيع لوازم وتجهيزات العروس تعرض أعدادا هائلة من "الكاراكو العاصمي"والفستان القبائلي"و "جبة الفرڤاني" القسنطينية و"الرداء الهندي".. لأن عروس اليوم باتت تتوجه نحو "التصديرة العاصمية" التي تجمع بين مختلف الطبوع وفساتين لمناطق عديدة من الوطنو وهو ما يفسر غياب محلات بيع الجبة الوهرانية. وعن الأسعار التي يباع بها اللباس التقليدي الوهرانيو أخبرنا نفس البائع أن سعره يختلف باختلاف نوع القماش وحجم العمل على الصدر والظهرو والتي عادة ما يكون باستخدام "العقاش"و والخيط المذهب أو الفضي لإضفاء ميزة أساسية على الجبةو مشيرا إلى أن سعر الجبة يتراوح بين 5 آلاف و 20 ألف دينار بعدما كان سعرها لا يتجاوز 4500 دينار في وقت قريبو ما يعني أن سعرها بات يضاهي سعر أي فستان عروسو وهو ما يسبب نفور نساء العائلات محدودة الدخل من اقتنائها كونها باتت تشكل إحدى الكماليات التي تتباهى بها السيدات في الأعراسو وهنا نلاحظ ميزة تقليدية أخرى على غرار "الحايك العاصمي" و"الملاية" السطايفية قد اختفت وسط زحمة التجارة وغزو المنتجات الأوروبية والصينية خاصة.