قالت مصادر فلسطينية إن الأسبوع القادم سيشهد تحركات سياسية مكثفة مع وصول المبعوث الأمريكي جورج ميتشل قبيل الاعلان عن بدء عملية “المفاوضات غير المباشرة” بين السلطة وإسرائيل، عقب تجديد لجنة المتابعة العربية موقفها الداعم لهذه المفاوضات، التي نددت فيها الفصائل الفلسطينية بشدة واعتبرتها “رضوخا” لسياسة أمريكا وقال هشام يوسف، مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، “اتخذنا قرارا في الثاني من مارس إعطاء فرصة للمفاوضات غير المباشرة ولكن اسرائيل اتخذت قرارات اعترضنا عليها وعاد الامريكيون إلينا وقالوا إن هذه القرارات لن تنفذ”، في إشارة الى اعلان اسرائيل عن بناء 1600 وحدة استيطانية في القدسالشرقية. ولم يحدد ما إذا كانت التأكيدات تتعلق بفترة المفاوضات غير المباشرة فقط أم تمتد الى أبعد من ذلك. وقال المسؤول الفلسطيني إن القيادة الفلسطينية “بدأت فعليا استعداداتها لجولة (جورج) ميتشل الأسبوع القادم التي ستشهد الاعلان عن انطلاق وبدء عملية المفاوضات غير المباشرة”. وبحسب المسؤول، فإن مهمة الترتيب والاستعداد لهذه المفاوضات أوكلت للدكتور صائب عريقات الذي حضر اجتماع لجنة المتابعة العربية، وتخلف عن اللحاق بالرئيس محمود عباس في زيارته للصين، على غير العادة للترتيب لزيارة ميتشل والخطوات المقبلة. وقوبل القرار العربي وموافقة السلطة بتنديد فصائلي كبير، حيث استهجن مصدر مسؤول في حركة حماس تأييد لجنة المتابعة العربية العودة إلى المفاوضات “رغم عدم احترام الاحتلال للموقف العربي، ورفضه الالتزام بما ورد في بيان لجنة المتابعة الصادر في مارس الماضي”. وأكد أن تأييد ودعم لجنة المتابعة لاستئناف المفاوضات مجددا في ظل تمسك اسرائيل بسياستها الاستيطانية والتهويدية “يعد رضوخا لسياسة فرض الأمر الواقع التي يمارسها الاحتلال، ومظلة جديدة لارتكابه الجرائم”. من جهتها، رأت حركة الجهاد الإسلامي أن العرب بقرارهم “جردوا من القدرة على اتخاذ موقف بشأن القضية الفلسطينية”، مؤكدة أن قرار استئناف المفاوضات “اتخذ في البيت الأبيض”، وأكدت الحركة أن الاجتماع الوزاري العربي “يفتقد لأية قيمة من الناحية العملية، وأنه مجرد غطاء سياسي”، مشددة على أن لجنة المتابعة العربية لا تملك صلاحية اتخاذ قرار استئناف المفاوضات من عدمه. أما الجبهة الشعبية، فقد رأت أن قرار لجنة المتابعة العربية بالعودة للمفاوضات يعد “خدمة مجانية للاحتلال وغطاء لجرائمه”، وقال جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة إن قرار العودة للمفاوضات “ضربة قوية للإجماع الوطني الفلسطيني“ ودعا مزهر لعدم المراهنة على الإدارة الأمريكية، وأكد أن العودة للمفاوضات غير المباشرة خدمة للاحتلال ومخططاته.