تعرف مدينة ميلة في الأشهر الأخيرة انتشارا رهيبا للمخامر التي تنشط في الخفاء عن أعين مصالح الأمن، حيث تجعل من البيوت المهجورة بالأحياء الشعبية والأودية والخلاء مكانا لها. ورغم شكاوى السكان العديدة بعد أن أصبحت تشكّل هاجسا لهم، إلا أنها صارت في تزايد مستمر بفعل الأرباح الخيالية التي تذرها هذه التجارة المربحة، حيث أكد مواطن يقطن بحي فيه إحدى هذه المخامر أنه أصبح يخشى كثيرا على أطفاله من رواد هذه المخمرة من مدمنين ومنحرفين، إضافة إلى خوفه من أن تطال ظاهرة الإدمان إلى أولاده. وقد ناشد هذا المواطن مصالح الأمن التدخل والضرب بيد من يد من حديد بغرض القضاء عليها وعلى أصحابها. ومن جهتها، كثفت مصالح الأمن بالتنسيق مع الدرك الوطني بميلة من دورياتها بالأماكن التي تنشط فيها مثل هذه التجارة الأشهر الأخيرة، حيث تمكّنت من حجز كميات معتبرة من المشروبات الكحولية خاصة بمنطقة ”الميزبة” والتي تعتبر من أخطر الأماكن بميلة. الجدير بالذكر أنه توجد أكثر من ثلاث مخامر تنشط ببلدية ميلة لوحدها، ما أحدث نوعا من الصراعات بين أصحابها أدت في بعض الأحيان إلى مشادات تستعمل فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء آخرها بداية الشهر الماضي بحي سيدي ”صغير” خلف عشرات الجرحى من الجانبين واستعمل فيه حتى سلاح ناري.