لم أجد الكلمة المعبرة التي تليق بمقامهن، سيداتي المعلمات اللواتي تعلمت على أيديهن فك ألغاز الكلمات، غير الانحناء أمامهن في هذا اليوم، عيد المرأة، الذي كم أتمنى أن يكون هذه السنة عيدهن بدون منازع. قد تكون أغلب معلماتي الآن متقاعدات بحكم السن، وقد يكون منهن من غادر دار الدنيا، لكن لا بأس أن أحيي من خلالهن بقية الأستاذات اللواتي يعشن هذه الأيام أوقات عصيبة، المضربات منهن وغير المضربات، اللواتي يناضلن من أجل إسماع صوتهن دفاعا عن كرامتهن المهدورة، سيداتي اللواتي أكل الطباشير أصابعهن وصدورهن، واهترأت حبالهن الصوتية من شدة ترديد الكلمات بصوت مرتفع. هل يعقل أن يخاتل وزير التربية هؤلاء النساء ويهددهن بفقدان مناصب العمل إن هن مثل زملائهن الرجال لم يمتثلن لقرار العودة إلى العمل من غير شروط؟! هكذا وفي عيد المرأة تواجه الآلاف من المعلمات، ليس فقط المصير المجهول، لأن وزارة التربية قررت استخلافهن بغيرهن، لكن سيفقدن أيضا الكرامة وماء الوجه لأن الوزارة مرغت أنوفهن في التراب، ولم تعرهن وزملائهن الرجال أي اعتبار. ولم تهتم لأمرهن مع أن هذا القطاع، صار القطاع الذي تفوقت فيه النساء بدون منازع. وكان الأحرى بالوزارة أن تنزل من عليائها وتهتم بأمر المعلمين والمعلمات خصوصا، فهن لم يلجأن إلى الإضراب الذي كان الخيار المر الذي لجأت إليه الأسرة التربوية إلا بعد أن سدت في وجوههن أبواب الأمل. أردت أن يكون هذا العيد عيدهن، عيد المرأة التي سهرت على تعليمنا وفتح أعيننا على سحر الحروف والكلمات، لكنها تواجه المهانة والتنكر للجميل. فعيد سعيد لهن. نشرت بتاريخ 10 مارس 2010