أوضح الخبير الاقتصادي، عبد الرحمان مبتول، أنه خلال العقدين الماضيين عرفت رياضة كرة القدم تطورا كبيرا، خاصة وأنه تزامن واكتساح الإعلام للرياضة، ما ساهم في رفع الإيرادات المتصلة بتسويق حقوق البث التلفزيوني التي باتت أشهر القنوات الفضائية الأوروبية، الأمريكية وحتى العربية تتسابق للظفر بها. وأضاف مبتول في دراسة تلقت “الفجر” نسخة منها، أنه قبل تحليل الإيرادات، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الأندية الأوروبية القوية تدرج في ميزانياتها عقود اللاعبين بحيث احتلت هذه الأخيرة أكثر من 74 بالمائة من ثروة أندية أوروبا خلال العام الماضي بنحو 268 مليون أورو، مشيرا إلى أن معظم هذه الفرق تعاني من نقص حاد في مصادر التمويل بسبب تأثر عدد كبير من كبريات الشركات العالمية والمستثمرين في السوق الدولية بالأزمة المالية العالمية التي كانت لها تداعيات كبيرة حتى على كرة القدم، حسب مبتول، في إشارة منه إلى بعض الدراسات الأوروبية الحديثة التي أكدت أن 14 فريقا من أصل 20 ينشط في البطولة الإنجليزية قد انضم إلى القائمة السوداء في وكالة التصنيف الائتماني المالي في شهر أفريل المنصرم. وهو ما بات يشكل خطورة على تلك الأندية التي ستستغل فرصة تألق لاعبيها في المونديال لإبرام عقود كبيرة لبيعهم أو إعارتهم بشكل يضمن لهم مداخيل مالية للموسم القادم. وأضاف مبتول أن الفرق الرياضية تملك أكثر من مورد مالي، فمعظم الفرق تعتمد بالدرجة الأولى على مداخيل بيع تذاكر المباريات أكثر من التمويل “سبونسورينغ”، فإذا انخفض عدد المتفرجين في الملاعب فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر على مداخيل تلك الأندية. كما اعتبر مبتول المرافق العمومية المتوفرة عبر الملاعب والمركبات الرياضية قد تشكل موردا ماليا هاما بالنسبة للنوادي الرياضية. وأشار الخبير إلى أن عائدات بعض الأندية تضاهي رقم أعمال شركات عالمية كبرى كعائدات الفريق الإسباني ريال مدريد التي بلغت عام 2007 نحو 401 مليون أورو، أما إيرادات برشلونة فبلغت 327 مليون أورو ومانشستر 325. وعن تنظيم كأس العالم في جنوب إفريقيا وهي المرة الأولى التي تنظم فيها هذه التظاهرة بالقارة السمراء، أكد مبتول أن هذه الأخيرة تعد واحدة من أقوى الدول اقتصاديا بحيث تصنف ضمن مجموعة ال20 دولة واختيار بلد إفريقي لاحتضان هذا العرس الكروي دليل على قوة كرة القدم الإفريقية، إلا أنها لا تزال تفتقر لنموذج اقتصادي حقيقي. وأضاف مبتول أن إيرادات كأس إفريقيا مهمة جدا لتطوير اقتصاد البلد المضيف كونها تتجاوز 3.7 مليار دولار، إلا أن استخلاص استنتاجات دقيقة حول العواقب الاقتصادية لنهائيات كأس العالم 2010 على اقتصاد جنوب إفريقيا، سيكون على المدى الطويل لا القصير.