رغم تعثر رفقاء كريم زياني في خرجتهم المونديالية الأولى في المباراة التي جمعتهم مع منتخب سلوفينيا، إلا أن غالبية الأنصار الذين التقتهم "الفجر" لا تزال ثقتهم قائمة في المنتخب الذي أعاد البهجة لقلوب الجزائريين وأحيا الروح الوطنية التي لم نشعر بها منذ عهد ماجر، بلومي وعصاد. عشية مباراة الجزائر-إنجلترا التي يعتبرها العديد من التقنيين أنها نهائي مبكر لكلا الفريقين، خرجت "الفجر" إلى الشارع العاصمي لترصد انطباعات الجمهور حول الفريق الذي أبلى بلاءً حسنا ضد سلوفينيا، إلا أنه خسر ال3 نقاط بسبب أخطاء بدائية تسبب فيها لاعب أو أكثر نتيجة الضغط الذي صاحب المباراة الأولى التي كان يعول عليها أشبال سعدان لضمان مرورهم إلى الدور الثاني. صحفيون يجدّدون ثقتهم في "الخضر" متفائلون بأدائهم مهما كانت نتيجة المقابلة وجهتنا الأولى كانت دار الصحافة الطاهر جاووت بساحة أول ماي، لنرصد توقعات الصحفيين خاصة وأن معظم الجرائد إن لم تكن كلها سخّرت صفحاتها للحديث عن كل ما يتعلق بالفريق الوطني، تدريباته، تنقلاته، استعدادات اللاعبين وحتى مقتنياتهم وتصفيفاتهم، فالكتابة اليوم عن السياسة أو الاقتصاد لا تجد لها قارئا لأن الجميع منشغل بعودة الجزائر لكأس العالم بعد غياب طويل دام 24 سنة. وفي حديثنا مع بعض الصحفيين أبدى لنا غالبيتهم تفاؤلهم الكبير بالمباراة المقبلة رغم صعوبتها بالنظر إلى المنافس القوي فريق "الأسود الثلاثة"، وأكد لنا بعضهم أن المستوى الذي ظهر به لاعبونا في مباراتهم ضد سلوفينيا هو مستوى جد مشرف رغم الخسارة ملقين باللوم في ذلك على تسرع الحارس "شاوشي"، نقص فاعلية الهجوم وتوتر مهاجم سيينا الإيطالي عبد القادر غزال الذي صام عن التهديف لأكثر من 10 مباريات، مما سبب له ضغطا نفسيا كبيرا عجّل بخروجه إثر تلقيه بطاقة حمراء بعد أقل من ربع ساعة على دخول كبديل، وهو ما شوّش على تركيز رفقائه وجعلهم يتلقون هدفا "كوميديا" في الدقائق الأخيرة من المباراة. إلا أن معظم الصحفيين الذين تحدثت إليهم "الفجر" أجمعوا على أن الخسارة كانت غير مستحقة لفريقنا الذي سيطر على مجريات المقابلة وهو ما يجدد لديهم الثقة في هؤلاء الللاعبين لتشريف الكرة الجزائرية خلال مقابلة الغد رغم قوة الإنجليز وإصرارهم على الفوز بعد تعادلهم في مباراتهم الأولى ضد منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية. وضع العلم في الشرفات، ارتداء أقمصة الأفناك و"وان تو ثري فيفا لالجيري" غادرنا دار الصحافة لنرصد رأي الشارع، الحديث كله يصب في خانة واحدة: سعدان وأشباله. لا يخلو محل، مقهى، شارع، مسجد ولا حتى موقف للحافلات من أخبار "الخضر"، انتقادات وحسرة حول المقابلة الماضية وتمنيات وتفاؤل حول مقابلة الغد. ورغم اختلاف الآراء حول النتيجة، إلا أن هناك إجماع على ظهور منتخبنا بوجه مشرف من منطلق أنه خسر 3 نقاط، لكنه لا تزال هناك 6 نقاط يمكن افتكاكها رغم صعوبة المهمة، وإن كانت غير مستحيلة، فالفريق الذي افتك تأشيرة المرور إلى مونديال جوهانسبورغ من بين أنياب بطل إفريقيا بإمكانه إحداث المفاجأة والفوز على الإنجليز والأمريكان. تحدثنا مع بعض الشباب الجزائري وأكدوا لنا أنهم يساندون الفريق الوطني ولن يكفّوا عن دعمهم وحبهم له، فخسارة "الخضر" في المباراة الأولى لا تعني نهاية العالم والدليل هو تمسك العائلات الجزائرية بتقليد وضع العلم الوطني في شرفات المنازل وارتداء أقمصة الأفناك كزياني، صايفي، يبدة وغيرهم من اللاعبين الذين سكنوا قلوب ملايين الجزائريين. وأشار هؤلاء أن نتيجة مباراة الغد لا تهم بقدر ما يهم تشريف الكرة الجزائرية، وقال لنا أحدهم "نحن نريد أن نشاهد مباراة في القمة ونحلم أن تكون الجزائر أول فريق عربي يهزم إنجلترا، ونحن متأكدون أنهم لو لعبوا بنفس الروح القتالية التي لعبوا بها ضد منتخب الفيلة في كأس إفريقيا بأنغولا وتمكّنوا من الفوز على رفقاء دروغبا فإنهم بلا شك قد يفتكوا ال3 نقاط من أشبال كابيللو، ومهما تكن النتيجة فشعارنا دوما "وان تو ثري فيفا لالجيري"، "معاك يا الخضرا رابحة ولا خاسرة".