عاد، أمس، رئيس الفاف الحاج روراوة إلى الجزائر بعد أن انتهت التزاماته مع الفيفا بنهاية مونديال جنوب إفريقيا. ورغم المهمة الشاقة التي أثقلت كاهل المسؤول الأول على الكرة الجزائرية، إلا أنه لن يستفيد من أي راحة لكون مهمة أصعب تنتظره وهي الحسم في مستقبل العارضة الفنية للخضر التي تنتظرها تصفيات البقاء مع النخبة الافريقية. سعدان يلقى تأييد السلطات العليا في البلاد وقبل اللقاء الذي يمكن وصفه ”بمواجهة السحاب”، فإن المدرب سعدان يتواجد في موقع قوة كبيرة بعد أن أبدى أكبر المسؤولين في البلاد تأييدهم المنقطع النظير لشخصه، وهو ما يجعل احتمالات بقائه أكبر بكثير من إمكانية رحيله رغم التردد الذي حاول سعدان إظهاره للرأي العام من خلال تأكيده في كل مرة أنه لم يفصل بعد في هذا الموضوع كما أن اتصال رئيس الفاف بالعديد من المدربين الأجانب يكشف بوضوح أنه كان يريد التغيير، لكن تدخل كبار الساسة قد يجعلهما يتظاهران بمنتهى الحب والتفاهم. كيف ستكون نظرة سعدان للمستقبل؟ الاستفهام الأكبر الذي سيطرحه رئيس الفاف، اليوم، على سعدان هو: ما هي نظرتك للمستقبل وماذا يمكن أن تفعله مع ”الخضر”؟ وبعد إجابة الشيخ ستحسم الأمور بالسلب أو الإيجاب، كما هنالك أسئلة أخرى تبقى عالقة وعلى المدرب المعني بالأمر إعطاء إجابات واضحة وصريحة لإقناع الجميع وتفادي الدبلوماسية أو حتى التهرب من الإجابة مثلما فعل طيلة فترة التحضير للمونديال. هل سيكتفي بالمشاركة في كان 2012 ؟ مستقبل ”الخضر” يحمل خوض تصفيات الوصول لنهائيات كأس إفريقيا التي ستجرى عام 2012 مناصفة بين غينيا والغابون وسنجد في طريقنا إليها كل من تنزانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وهما منتخبين في المتناول، لكن الصعوبة كلها ستكون مع منتخب أسود الأطلس ”المغرب” الذي يقول التاريخ إنّا لم نفز عليه منذ تاريخ الخميس 13 مارس 1980 عندما التقيناه في إيبادان النيجيرية خلال نهائيات كأس إفريقيا 1980. وهذه العقدة التاريخية الممتدة طيلة ال30 سنة الفارطة سعدان مطالب بحلها، علما أنه قد التقى المغرب بالاسكندرية في ”كان 1986” واكتفى بالتعادل السلبي كما التقاهم أيضا في سوسة في ”كان 2004” خلال الدور ربع النهائي ووقتها استهلينا المباراة منتصرين لكننا أنهيناها منهزمين. وحتى في حال نجاح سعدان في التأهل لنهائيات ”كان 2012” فهل سيراهن على التتويج باللقب أم أنه سيكتفي بالمشاركة، خاصة بعد أن فّند التصريحات التي جاءت على لسانه بكونه وعد بكسب اللقب الإفريقي...؟ مصير المساعدين أكبر عائق من النقاط التي سيقف عليها الثنائي روراوة وسعدان مطولا، إذا التقيا اليوم بقصر دالي ابراهيم، مصير المساعدين، وهو أكبر عائق، حيث تتباين الآراء فالحاج روراوة يريد مساعدين أكثر كفاءة ولهم من الاسم والوزن ما يليق بالمستوى الذي وصله ”الخضر”، لكن نظرة سعدان تختلف كلية لكونه يرى أن إيقاف مساعديه هو التنكر لكل ما فعلوه خلال الفترة السابقة والتي كانت حسبه إيجابية جدا...وبين هذا الرأي وذاك ينتظر أن تشتد القبضة الحديدية بينهما فلمن ستعود الكلمة يا ترى...؟ تباين آراء اللاعبين حول سعدان يحظى الشيخ سعدان بتأييد بعض اللاعبين وفي مقدمتهم عنتر يحيى، زياني...وغيرهما من الذين يرون بأنه الربّان الأصلح لقيادة سفينة ”الخضر” نحو بر الأمان. لكن رأيهم لا يشاطرهم فيه لاعبون آخرون في صورة زياية، بوعزة... وحتى بودبوز الذين لم يهضموا خيارات الشيخ سعدان، الذي رغم كل المعارضة التي يلقاها فهو ما يزال متمسكا بالخضر إلى إشعار آخر.