مع قبول سعدان لمواصلة مهمته على رأس الخضر لعهدة جديدة يكون قد أخذ على عاتقه مسؤولية أكبر، حيث أن الرأي العام والشارع الرياضي كان سيعفو عنه في حال عدم التأهل إلى المونديال والخروج من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا، لأنه عندما أمسك بزمام المنتخب كان هذا الأخير يحتضر ويفتقد للهيبة على الساحة القارية أي أنه قام بعمل جبار لإعادة ترميمه، ولكن هذه المرة وبحكم المردود الرائع للخضر في كأس إفريقيا والوجه الطيب الذي ظهروا به في كأس العالم، فإنه الجزائريين لن يرضوا بأقل من التتويج بالتاج القاري والتأهل مجددا إلى مونديال 2014 بالبرازيل، وهي أهداف وإن تبدو في متناول المنتخب الوطني إلا أن تحسن مستوى المنتخبات الإفريقية عامة قد يصعب من مأمورية سعدان وأي تعثر في الإقصائيات المقبلة سيجعله يخرج من التاريخ من بابه الضيق ويفتح بالمقابل شهية المنتقدين الذين يتربصون به في كل وقت. روراوة عمل كل شيء لتفادي ماجر، ويرى الكثير من المراقبين أن تثيبت روراوة لسعدان بمنصبه لم يكن إلا هربا من خيار آخر يكرهه قد يفرض عليه فرضا، ويتعلق بإعادة المدرب والنجم الأسبق رابح ماجر إلى تدريب الخضر، حيث ورغم الصلح الذي جرى بين الرجلين، قبل نحو سنتين، إلا أن العلاقة بين الرجلين لا تزال فاترة منذ إبعاد صاحب الكعب الذهبي من تدريب الخضر في 2002 ولجوء الأخير للمحكمة الرياضية لتحصيل مستحقاته من العقد الذي يربطه بالفاف حتى2006. الإقصائيات المقبلة فرصة للرد على المشككين أكد مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان أنه وافق رسميا على الاستمراره فى منصبه وتدريب المنتخب فى المرحلة المقبلة، وتجديد العقد الذى انتهى بنهاية شهر جوان الماضي، حيث قال في هذا الشأن "منحت موافقتى الرسمية لرئيس الفاف روراوة من أجل مواصلة مهمتى على رأس المنتخب وسأبحث معه بعد عودته من جنوب إفريقيا كل المسائل المتعلقة بعمل الفريق خاصة المتعلقة بالتنظيم والجهاز الفنى والأهداف المرجوتحقيقها ومدة العقد الجديد". وجاء إبداء سعدان موافقته المبدئية للاستمرار في منصبه لتؤكد ترشح عدد من العوامل لذلك رغم حالة الرفض التي أعلنها عديد الوجوه الكروية بالجزائر يتقدمهم نجوم منتخبي 82 و86، وهي المرة الأولى التي يقرر فيها سعدان الاستمرار خلافا للمناسبات السابقة، حيث كان يسارع إلى رمي المنشفة عقب انتهاء مهمته مدفوعا، في كل مرة، بضغوط مختلفة، ولا يعلم على وجه الدقة الأسباب التي دفعت به لإعلان قبوله مواصلة عمله كمدرب للخضر رغم حالة الرفض الشعبي لمردود الخضر بالمونديال، ويبدو أن ذلك كان حافزا لإعلان التحدي وقبول المهمة من جديد في محاولة للرد على منتقديه، أبرزهم محمود قندوز وشعبان مرزقان ومصطفى دحلب من منتخب 82، وجمال عماني وآخرين من منتخب 90. وترشحت عوامل عدة جعلت من بقاء سعدان على رأس الجهاز الفني لمحاربي الصحراء أمرا مفروضا لعل أبرزها الدعم والتأييد الذي لقيه من وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار الذي يكون استعمل صلاحياته على هيئة روراوة للإبقاء عليه بمنصبه لعهدة جديدة. سعدان: " مصلحة المنتخب الوطني جعلتني أقبل الإستمرار" وبخصوص بنود العقد الذي سيربطه بالفاف، قال سعدان "صحيح أنني كنت أنتظر عودة رئيس الاتحاد من جنوب إفريقيا للفصل في مستقبلي مع المنتخب، غير أنني وافقت على البقاء والتحضير للمباراة الدولية المقبلة من أجل مصلحة المنتخب الوطني"، مضيفا "لقد تحدثت هاتفيا مع روراوة، وطلب مني مباشرة التحضير للمباراة الودية أمام المنتخب الغابوني، ونظرا لضيق الوقت، وضرورة الحفاظ على الاستقرار، لم أجد سبيلا سوى الموافقة على طلبه من أجل مصلحة المنتخب والكرة الجزائرية، لأن بقاء منصب مدرب المنتخب شاغرا لن يخدم التشكيلة وسيؤثر على أدائها ويخلق اضطرابا كبيرا، خاصة ونحن مقبلون على تصفيات كأس أمم إفريقيا". التحضير للمباراة الودية ضد الغابون ينطلق أكد سعدان أنه استأنف عمله صباح أول أمس لبداية الاستعدادات لمباراة الغابون"، وبخصوص تجديد عقده قال "هناك اتفاق مبدئي غير أن الاتفاق الكامل مرهون بالجلوس حول طاولة واحدة للتفاوض على التفاصيل المتعلقة بالجانبين الفني والتنظيمي، وسنناقش عدة نقاط أعتبرها مهمة، وسأستمع لاقتراحات رئيس الاتحاد، وبعد ذلك سيتم توقيع العقد الرسمي". مضيفا أنه لا يعلم بعد مدة العقد والأهداف المحددة فيه بعد. سعدان يرفض إعطاء الفرصة لأحد بالعمل إلى جانبه وأكد سعدان أنه سيحتفظ بنفس أعضاء الجهاز الفني، كمساعديه زهير جلول، لمين كبير، ومدرب حراس المرمى حسين بلحاجي، علما أن أطراف عديدة تضغط على روراوة من أجل ضم مساعدين جدد لسعدان، حيث تم اقتراح أسماء بعض اللاعبين القدامى أمثال لخضر بلومي والحارس نصر الدين دريد، ومدرب منتخب المحليين عبد الحق بن شيخة، وعن هذه النقطة بالذات قال سعدان "لست مستعدا لتغيير أعضاء الجهاز الفني، وسبق لي التأكيد بأنني مرتاح جدا معهم لأنهم قاموا بعمل كبير، وسبق لي أن أكدت أن مساعدي الأول سيبقى زهير جلول، ولن أغير موقفي تحت أي ظرف".