رحلت، أمس الأول، مصالح ولاية الجزائر، في إطار استكمال برنامج إعادة الإسكان الذي أقرته منذ بداية العام الجاري، 39 عائلة كانت تشغل منذ سنوات عدة سكنات هشة بمزرعة باقور، التي تعود تاريخ تشييدها إلى الحقبة الإستعمارية بالقرب من مقر وكالة “عدل” ببلدية بئرمرادرايس إلى مواقع مختلفة، على غرار السحاولة، بئرالتوتة، بئر خادم، وعين النعجة. وبينما استبشرت العائلات بعملية الترحيل التي مكنتهم أخيرا، بعد مضي سنوات من الحرمان، من الإستفادة من سكن اجتماعي محترم، فإن عائلات أخرى رفضت الدخول إلى السكنات الجديدة مثلما حصل بعين النعجة، على اعتبار أنها ضيقة ولا تكفي العدد الكبير لأفراد عائلتها. وقد أعربت بعض العائلات عن ارتياحها الكبير جراء حصولها على سكن اجتماعي محترم، بعد أن قضت عشرات السنين في ظروف مزرية بسكناتها الهشة التي يعود تاريخ تشييدها إلى عدة عقود. وأشارت بعض العائلات إلى أنها لا تزال لم تصدق بعد أن حلمها تحقق بعد سنوات من العناء. في حين عائلات أخرى لم ترض بالسكن الذي حصلت عليه، كونه لا يكفي عدد أفراد العائلة الواحدة.. فمثلا السكنات التي منحت للعائلات بعين النعجة هي عبارة عن شقق مكونة من غرفتين أو ثلاث غرف فقط، وبالتالي لابد من الحصول - حسبهم - على شقق تتوافق وعدد الأفراد. وبمجرد مغادرة العائلات سكناتهم قامت المصالح المعنية بتهديم المواقع القديمة. وحسب مصلحة التعمير بالبلدية، فإنه “تم رفض ستة ملفات خاصة بالقاطنين بالموقع القديم، كونهم جاؤوا من بلديات أخرى”، مع العلم أن آخر إحصاء قامت به المصالح المختصة يعود إلى سنة 2007. ومن المقرر أن يتم إنجاز موقف للسيارات، وكذا محطة جديدة لنقل المسافرين مكان موقع السكنات القديمة. من جهته، رئيس بلدية بئرمرادرايس، عبد الحميد حبيك، في تصريح ل “الفجر”، أوضح أن توزيع السكنات قد تم بطريقة جيدة، وأكد في نفس السياق بأن المصالح المعنية قد راعت مختلف المقاييس المحددة في منحها لأصحابها، مفيدا أن العائلات تم ترحيلها إلى مواقع مختلفة. وبلغة الأرقام، كشف محدثنا أن 13 عائلة تم ترحيلها إلى بلدية السحاولة على مستوى حي 325 مسكن، 12 عائلة استفادت من سكنات اجتماعية ببئرتوتة بحي 1680 مسكنا، عائلتان تم ترحيلها إلى حي طاهر بوشات ببئرخادم، في حين رحلت العائلات المتبقية إلى عين النعجة بحي 100 مسكن.