نظرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة في قضية تتعلق بجناية هتك عرض قاصر لم تكمل 16 سنة، وهي القضية التي عادت لتبرز من جديد خطر العلاقات العاطفية غير المشروعة والتي يمكن أن تنتهي بفضائح من العيار الثقيل، حتى ولو حاول الأهالي تدارك الأمر في وقت لاحق، في حين كان عليهم متابعة أبنائهم لا سيما المراهقين منهم حتى لا يفاجأوا بقضايا من هذا النوع. فتحت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بعين البنيان، شهر نوفمبر من السنة الماضية، تحقيقا في شكوى قدمتها والدة الضحية، وهي قاصر في سن ال16، حيث اشتكت الوالدة المتهم “ا. عماد” 23 سنة لاعتدائه على ابنتها التي حملت منه، فيما لم تكتشف والدتها الأمر إلا بعد مرور 5 أشهر من الحادثة. الفتاة “ب. سليمة” وبعد سماعها من قبل رجال الضبطية القضائية فاجأت والدتها بالقول إن المشتكى منه لم يعتد عليها، وأنها كانت على علاقة عاطفية معه منذ كانت تزاول دراستها بالإكمالية، أي منذ ثلاث سنوات، أما عن حملها وما شابه من ظروف فقد أكدت أنها لم تتعرض لأي اعتداء من قبل المشتكى منه، بل كان الأمر بموافقتها قبل أن تكتشف بعد فترة أنها حامل لتضطر إلى إخبار عمتها التي كانت الوسيط بينها وبين والدتها التي قررت اتخاذ خطوة مقاضاة الشاب الذي اعترف تلقائيا أنه فعلا كان على علاقة مع الفتاة، مبديا رغبة في الزواج منها والاعتراف بأبوته للجنين. عائلة الشاب أيضا تدخلت في الموضوع بعد أن تقربت منهم والدة الفتاة وأبدوا قبولهم بواقع الأمر، مؤكدين أنهم على استعداد لتحمل مسؤولية أفعال ابنهم وتزويجه من الضحية بعدما لم يترك لهم ابنهم أي خيار لقبول الأمر أو رفضه، في ظل التهديد القائم بسجنه لسنوات، وهو الأمر ذاته الذي واجهته والدة الضحية التي لم يبق لها بد من قبول مجريات الأمور من أجل درء الفضيحة التي ألمت بعائلتها. هذه التطورات في القضية دفعت برئيس الجلسة لينطق بحكم أدان الشاب المتهم بالسجن لمدة عام واحد مع وقف النفاذ، لا سيما وأن الشاكية تنازلت عن شكواها ولم تتأسس طرفا مدنيا.