تعاني بلدية سيدي بايزيد الجبلية، المتواجدة في الشمال الشرقي لعاصمة ولاية الجلفة، من هاجس الأمية التي تمس المئات من الأسر بسبب عوامل عديدة، تصدرتها الظروف الأمنية التي عاشتها خلال العشرية الماضية، حيث اضطر الكثير وبالأخص سكان الريف والتجمعات السكانية التابعة لهذه البلدية الجبلية المحرومة إلى التنقل من مكان لآخر فرارا من بطش الجماعات الإرهابية التي اتخذت من غايات وجبال المنطقة معقلا لها، حتى أنها أصبحت معزولة عن العالم الخارجي، خاصة بعد غلق الطريق الرئيسي الذي يربطها بمقر دائرة دار الشيوخ لعدة سنوات. كما ساهمت بدورها الظروف الاجتماعية العسيرة لهؤلاء المواطنين في تفشي الأمية، حيث اضطر الآباء الذين يشكون العوز والحرمان إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة مبكرا جدا نتيجة عدم قدرتهم على التكفل بمستلزمات الدراسة. فيما لم تطأ أقدام الكثيرين نهائيا أبواب الدراسة العقليات والذهنيات المتحجرة لهؤلاء الذين لا يزالون إلى حد الساعة يؤمنون بأنه لا مكان للبنت غير البيت، ساهمت هي الأخرى وبقسط كبير في ارتفاع شبح الأمية الذي طارد على وجه الخصوص العنصر النسوي الذي ذهب ضحية الأفكار البالية التي لا زالت تدور في مخيلة الكثير منهم. فإحدى مداشر منطقة سيدي بايزيد بلغت بها نسبة الأمية تقريبا مائة بالمائة، وهي تعتبر نموذجا حيا للتخلف والجهل اللذان تعاني منهما هذه البلدية، ولا يختلف واقعها عما تعيشه العشرات من البلديات بولاية الجلفة خاصة منها النائية والجبلية. وكمثال بسيط على مدى تخلف سكان سيدي بايزيد إقدام أحد المواطنين على تسجيل طفل واحد بإحدى المدارس الريفية.. فيما حرم خمسة بنات من التعلم.