هناك الكثير من العادات والتقاليد التي اختفت من أعراس الجزائريين، تاركة مكانها لمظاهر وعادات جديدة مواكبة لإقامة الأعراس في الصالات وقاعات الحفلات، على سبيل المثال الاستعاضة عن القعدات واللمّات التي تجمع الحضور حول صينية القهوة والتي تتزين بمختلف الحلويات التقليدية قبل وصول موكب العروس، واستبدالها في الآونة الأخيرة صارت الحلوى تقدم في علب خاصة، ما زاد من تكاليف شرائها وعناء البحث عن النوع المناسب ... وللأطفال نصيهم من الحلوى والهدايا تختلف أذواق الجزائريين في اختيار علب حلوى الأعراس، كما تختلف معايير الاختيار بين القدرة الشرائية والإمكانيات المحدودة. ومن أجل هذا الموضوع قمنا بزيارة العديد من المحلات المختصة في بيع مستلزمات تحضير الحلويات، وهناك لاحظنا أنها تعجّ بأنواع مختلفة من علب الحلوى وعلب وضع حلوى ”الدراجي”، وأنواع الزينة الأخرى. وحسب ما أكده لنا صاحب محل متواجد في حي بلكور الشعبي، فان محله يوفر للزبون كل مستلزمات صناعة الحلوى دون استثناء، كما يوفر علب الحلويات من مختلف الأحجام، التي تلبي مختلف الأذواق. وبخصوص الأسعار فأكد محدثنا أنها تختلف حسب نوع العلبة والمواد الداخلة في تزيينها، من الأقل تكلفة إلى أسعار مرتفعة مشيرا إلى بعض الأنواع المعروضة في محله، التي بإمكان الزبونة الاختيار فيما بينها، فسعر العلبة الواحدة يتراوح من 10 دنانير إلى 500 دينار للعلبة الواحدة. ورفقة علبة الحلوى صار من الدّارج أيضا وضع بوقالة رفقة الحلويات كفأل خير على الحضور، هذه البوقالات يكثر الطلب عليها، وسعرها لا يتجاوز 110 دج. من جانب آخر، فهناك أكياس وضع الحلوى بألوان مختلفة مخصصة لفئة الأطفال، والتي غالبا ما تربط مع دمية أو دب صغير حتى تسعد الصغار. وفي السياق ذاته، قال صاحب المحل بأن كل عام تظهر فيه أنواع وأشكال جديدة، يقتنيها عدد كبير من الزبائن، مشيرا إلى أن العلبة التي تشبه القبعة من الأنواع الدّارجة هذه السنة وسعرها 270 دينار للعلبة الواحدة. من جهة ثانية، نوّه المتحدث إلى أن مقتنيات العرس بما فيها لوازم الحلوى تظهر الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها صاحب العرس، حيث إن ميسوري الحال يقتنون كل ما هو جديد وفاخر وإن كان غاليا، حتى إن هناك من يسأل عن النوع الأغلى فيختاره، حتى يرضي مدعويه، باستثناء بعض الناس الذين يحاولون الظهور بصورة غير صورتهم وإن كان السبيل إلى ذلك الديون. إحدى السيدات التقيناها في المحل وهي بصدد شراء بعض المستلزمات. كانت تبحث عن العلب الجميلة والمزينة بشكل جذاب ”تعمّر العين” على حد تعبيرها. من جانب آخر، فإن محدودي الدخل يلجأون لاختيار الأبسط والأقل تكلفة، كما يختارون العلب الصغيرة التي تتسع لثلاث أو أربع قطع من الحلوى على الأكثر عكس الأغنياء.