كثيرا ما يحتاج الإنسان إلى خلوة يتأمل فيها سحر الطبيعة، أو يقف وقفة مع نفسه يحدّثها ويحادثها، يقف عند ما أنجزه وما خاب أمله حوله ليستجمع قواه من أجل وثبة جديدة. ولعل البحر أجمل مكان يفتح فيه الإنسان قلبه للطبيعة فتجود عليه بحلول ومقترحات قلّ ما يجدها في شوارع المدينة ولأن كل وسائل المتعة والترفيه جنّدت، وجميع الاحتياطات اتخذت من أجل راحة المصطاف، فقد استقبل شاطئ “ديكا” بعين طاية، شرق العاصمة، الذي يمتد على مسافة تزيد عن واحد كيلومتر من موقع الطرفاية ببلدية هراوة إلى حي الشهداء بعين طاية، أكثر من مليون مصطاف ابتداء من بداية الموسم وإلى غاية حلول شهر رمضان المعظم. زيارتنا إلى شاطئ “ديكا” بعين طاية صادفت نهاية الأسبوع، كان مكتظا، إقبال المصطافين على هذا الشاطئ بهذه الأعداد الهائلة لخصها لنا بعضهم في نقاط محددة، أهمها الأمن الذي تسهر على استثبابه أعوان الدرك الوطني لسي الحواس بعين طاية، والتي سهل لنا قائدها مهمتنا أثناء تواجدنا بهذا الشاطئ، والشطر الثاني حسب محدثينا من المصطافين هي نقاوة الشاطئ وصفاء مياه البحر، إلى جانب كل هذا الخدمات المتنوعة التي وضعت خصيصا في متناول المصطافين كدورات المياه، مرشات خاصة بالنساء وأخرى بالرجال. إ ن المزايا الإيكولوجية التي يتمتع بها الشاطئ أكسبته سمعة على مستوى ولايات الوسط، حيث جنّدت له السلطات الوصية فرقا صحية تقوم بإجراء التحاليل المخبرية لمياه البحر بشكل مستمر. ولم تغفل الجهات المعنية توفير فضاء للمصلين لأداء العبادة، حيث يتوفر شاطئ ديكا بلاج بعين طاية على مكان فسيح يسع لقرابة 40 شخصا يؤدون فيه صلاتهم. ولراحة المصطافين وسلامتهم عند السباحة فقد جنّدت المديرية العامة للحماية المدنية أعوان مختصين في عمليات الإنقاذ والإسعاف، إلى جانبهم بعض الشباب المكون لذات المهام يقدمون نفس الخدمات المخولة لأعوان الحماية المدنية، ومن خلال البرج الوقائي الذي نصب على مقربة من مياه البحر الممتد على علو أربعة أمتار حال دون وقوع حوادث غرق. للإشارة، فإن شاطئ ديكا بلاج بعين طاية هو الوحيد الذي لم تسجل فيه حالات غرق منذ 04 سنوات متتالية تقريبا. كما تسهر الجهات المسؤولة على الحفاظ على نظافة هذا الشاطئ بشكل مستمر ودائم على مدى أيام الأسبوع، وذلك بتوفير اليد العاملة المسخرة لهذا الغرض، إذ تنقل القمامات كل صباح على متن شاحنة، إلى جانب توفير جرار خاص بهذا الشاطئ يعمل منذ الصباح وإلى غاية المساء على رفع القمامة، كما جهز الشاطئ بسلات لرمي المهملات حفاظا على نظافة المحيط والبيئة. وعلى صعيد آخر، فقد استقبل الشاطئ عشرات الجمعيات الخيرية المهتمة بفئة الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال المخيمات الصيفية. ويبقى شاطئ ديكا بعين طاية عنوانا للمتعة والاستجمام الأرقى والأجمل على المستوى الوطني.