رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاقتراح الفلسطيني الجديد لتحريك عملية السلام، الذي يقضي باستئناف المفاوضات المباشرة على أساس أن تكون مرجعية هذه المفاوضات بيان اللجنة الرباعية الدولية، الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، الذي صدر في 19 مارس الماضي ويؤكد التسوية الدائمة للصراع الإسرائيلي– الفلسطيني، بقيام الدولة الفلسطينية في المستقبل على أساس حدود عام 1967 ووقف الاستيطان. وهو ما ألمحت إليه صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أمس، نقلا عن لسان مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب. أفشل رئيس الوزراء الإسرائيلي جولة المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط السيناتور، جورج ميتشل، بعد رفض الاقتراح الفلسطيني الذي كان يمكن بموجبه أن تبدأ المفاوضات المباشرة على أساس الصيغة التي وردت في بيان اللجنة الرباعية الدولية في 19 مارس الماضي في موسكو، بعدما سادت التوقعات بإمكانية إيجاد صيغة على هذا الأساس تسمح ببدء المفاوضات المباشرة مطلع الشهر المقبل.وكان ميتشل وضع نتنياهو في صورة مباحثاته مع الرئيس، محمود عباس، وطلب منه الموافقة على بدء المفاوضات المباشرة على أساس بيان اللجنة الرباعية، الذي نصّ على قيام الدولة في غضون 24 شهرا وإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 ووقف جميع الأنشطة الاستيطانية ووقف الإجراءات الإسرائيلية في القدس بما يشمل هدم المنازل وتهجير السكان، مشددا على رفض الاعتراف بضم القدسالشرقية إلى إسرائيل.وقال مسؤولون إسرائيليون “الصيغة الجديدة التي اقترحها عباس لم تكن مقبولة لدى نتنياهو كونها ترمي إلى أن تفرض على إسرائيل شرطا ابتدائيا للمفاوضات والإدخال من الباب الخلفي مرجعية للمحادثات، تكون سيئة جدا لإسرائيل”. وأضافوا “ميتشل قال لنتنياهو ليس للإدارة الأمريكية موقف متبلور في موضوع الاقتراح الفلسطيني، وأنه ينقله إلى إسرائيل فقط، وحسب ميتشل، فإن عباس شدّد أمامه على أنه إذا ما قبلت إسرائيل الاقتراح، فسيكون مستعدا لأن يشرع في المحادثات المباشرة فورا”.وقال المصدر إن “نتنياهو رفض الصيغة الفلسطينية، وقال لميتشل إن هذه محاولة فلسطينية أخرى لطرح شروط مسبقة للانتقال إلى محادثات مباشرة”. وقال النائب مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن رفض نتنياهو القبول بمبادئ اللجنة الرباعية، واعتبارها شروطا يعني أنه يرفض القانون الدولي ومبدأ السلام ويريد تحويل المفاوضات غطاء للتوسع الاستيطاني ونظام التمييز العنصري. وأشار البرغوثي إلى “أن الذي يضع شروطا تعجيزية هي إسرائيل التي تريد تحويل السلطة الوطنية إلى وكيل أمني واستبدال الدولة كاملة السيادة بدولة في حدود مؤقتة داخل معازل وفي أراض مقطعة الأوصال وتواصل الاستيلاء على الحدود والأجواء وعلى 80٪ من المياه الفلسطينية وأكثر من 60٪ من مساحة الضفة الغربية وتهويد القدس، مؤكدا أن كل ما يريده نتنياهو هو مفاوضات وهمية فاشلة يستخدمها لكسب الوقت من أجل فرض الحل الإسرائيلي”.