بين زرقة البحر والتوجه إلى بيوت الرحمان تقضي العائلات السكيكدية أيام شهر رمضان الكريم فيتوجه أفرادها إلى المساجد لأداء صلاة التراويح وحضور الدروس والمحاضرات التي ينظمها المسجد الكبير وسط المدينة، ومنهم من تكون وجهته شواطئ المدينة الخلابة للتمتع بزرقة البحر خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة تتناغم فيها الرمال الذهبية مع نسمات البحر المنعشة تتمتع بها العائلات إلى ساعات متأخرة من الليل. تحط العائلات السكيكدية رحالها كل مرة في بيت من بيوت الرحمان، حيث تكون القبلة الأولى للعديد من المصلين للاستفادة من المواعظ والإرشادات يقدمها أكبر الأساتذة والشيخ من رجال الدين على المستوى الوطني، لزرع روح التكافل والرحمة فيهم. وتفضل عائلات أخرى التوجه إلى المسرح الجهوي وقصر الثقافة والفنون لحضور السهرات الفنية المبرمجة لإحياء ليالي رمضان التي حل فيها ضيوف من أبرز المطربين والفنانين الجزائيين، فيما لا تزال العائلات السكيكدية تحافظ على الزيارات العائلية في هذا الشهر الكريم التي هي من العادات المتأصلة في المجتمع السكيكدي، والتي تكثر في شهر رمضان ويكون اللقاء في بيت العائلة الكبيرة يلتئم فيها شمل الأبناء والأحفاد، وتكون فيها الزلابية وقلب اللوز عروسي المائدة يتقاسمون فيها الذكريات والأيام الملاح، كما يتم فيها تحضير الحلويات التقليدية التي تميز هذا الشهر كالطمينة البيضاء. كما لا تتردد العائلات السكيكدية في تبادل دعوات الفطور لشد الأواصر العائلية. ليبقى شهر الرحمة مميزا في قلوب المسلمين عامة والعائلات الجزائرية خاصة.