نشط، أول أمس، الشيخ بلال نور الدين السوري محاضرة بمدينة سطيف بدعوة من النادي العلمي لولاية سطيف، تطرق من خلالها إلى واقع البحث العلمي في الجزائر والعلاقة بين سورية والجزائر في هذا المجال. وقد أكد الشيخ بلال نور الدين، مدير ثانوية "النابلسي" الشرعية العلمية بسورية خلال مداخلته أن الجزائريين من أكثر الجنسيات العربية مشاركة في دورات الأئمة والخطباء وطلبتها لا يتوقفون عن إرسال البحوث العلمية من مختلف الجامعات للنظر فيها، فهي حسبه غزيرة لكن تنقصها قوة اللغة. وقال إن العلاقة بين الجزائر وسورية تعد قوية ومتينة ويجب أن يحتذي بها من قبل كل الدول العربية، طالبا مزيدا من التعاون بين الدولتين، لأن التعاون نجاح، والبعد والفرقة هلاك، وأكد أنهم بسورية يتلقون العشرات من رسائل التخرج والبحوث العلمية للنظر فيها من قبل المشايخ والتي تأتيهم من مختلف الجامعات الجزائرية وعلى رأسها جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، ووجد أن بحوث الجزائريين متقنة وجادة وفيها عمق في الدراسة والإخلاص في العمل واضح بين سطروها، لكنه يعيب عليها نقص القوة في اللغة المستعملة، ويقصد اللغة العربية، داعيا النادي العلمي بسطيف إلى خلق ناد لغوي للعربية. مضيفا أنه يحب الجزائر كثيرا، وتألم وهي تجاهد الإرهاب الأعمى، قائلا إن هناك جهات تعمل فقط من أجل تشويه صورة الإسلام، موجها دعوة إلى نبذ التشدد الذي ينتهي بالتكفير والتهجير، ونبذ التفلت الذي ينتهي بالإباحية، داعيا إلى ضرورة العمل على التوعية الجادة للشباب حتى لا يكونوا لقمة سائغة للمتعطشين للدماء. ورغم كل شيء، يقول محدثنا إن الجزائر الآن في وضع ممتاز، مشيدا بكل الخطوات الإصلاحية التي تتجسد يوما بعد يوم، كما حذر مدير ثانوية الشيخ النابلسي من مغبة الوقوع في خطإ فصل الدين والدنيا، فلا يجوز حسبه فصلهما، متعجبا من تسمية الكثير من البرامج حاليا باسم دين ودنيا، وهو خطأ شائع، حسبه. وشرح الشيخ كذلك تجربة سورية في مجال إنشاء الثانويات الشرعية الكونية، التي تركز على الشرع كمبدأ حياة وتربية وتركز على المواد العلمية كعلم يجب أن يدرس.