سجلت محافظة الغابات بولاية قسنطينة منذ بداية شهر جوان المنصرم، تاريخ انطلاق حملة حماية الغابات من مخاطر اندلاع الحرائق، تراجعا ملموسا في نسبة الحرائق مقارنة بالسنة الفارطة، وذلك استنادا لما أفاد به ل “الفجر” المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى الهيئة المعنية وأكد ذات المسؤول أن المحافظة سجلت شهر جويلية المنصرم 3 تدخلات فقط، بعد أن التهمت ألسنة اللهب 15.5 هكتار من النسيج الغابي على مستوى كل من بلدية ديدوش مراد، وكذا بلدية ابن باديس أغلبها كانت من الشجيرات المزروعة حديثا، فيما تم تسجيل تلف 14 هكتارا من الصنوبر التمري بمنطقة وادي الغذا بغابة جبل الوحش، إضافة إلى 60 هكتارا من الأحراش خلال شهر أوت الحالي. مشيرا إلى علاقة العامل البشري بصورة مباشرة في نشوب الحرائق بصفته سببا رئيسيا في حدوث هذه الأخيرة، حيث قدرت المساحة الإجمالية المتلفة ب89.5 هكتارا، إذ تم تسجيل تراجعا محسوسا في النسبة المسجلة لهذه السنة مقارنة بالعام الفارط، حيث سجلت المحافظة خسائر معتبرة بنسبة تعدت 340 هكتارا على مستوى ثماني غابات منها 154 هكتارا شجيرات حديثة الزرع، و54.5 هكتارا أحراش، أما فيما يخص المحيط الغابي فقدرت نسبة التلف ب 0.5 هكتار. ويرجع هذا الانخفاض المحسوس - حسب ذات المصدر- إلى ما لعبته عمليات التحسيس والتوعية من دور فعال في تحسيس وتوجيه سكان الأرياف، لا سيما منهم المتواجدين على مستوى المناطق الجبلية، وذلك من خلال التدخلات الميدانية التي قام بها أعوان المحافظة على مستوى بلديات الولاية 12 أوائل ماي من السنة الجارية في إطار برنامج التنمية الريفية الهادف إلى المحافظة على هذه الثروة الغابية من التلف، وذلك من خلال تنسيق الجهود وتكثيفها مع مختلف أطراف المجتمع المدني، لا سيما منهم سكان الأرياف باعتبارهم أطرافا فاعلين في هذه العملية التي تتطلب وعيا كبيرا في كيفية التعاطي معها للتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة. وفي ذات السياق، فقد أكد محدثنا أنه سيتم استكمال جميع محاور البرنامج الوقائي الذي تم تسطيره لهذه السنة، حيث من المقرر انطلاق حملة التشجير وكذا أشغال تهيئة المسالك الغابية وتهئية المنشآت القاعدية ذات الصلة أواخر أكتوبر القادم، وهي العملية التي سيتم من خلالها القيام بالأشغال الحراجية التي ستمس جميع الغابات التي تتطلب عمليات مماثلة، مؤكدا أنه تم تخصيص 500 هكتار لهذه الأشغال الحراجية، و600 هكتار خاصة بعملية التشجير، بالإضافة إلى 200 هكتار لعمليات إعادة التشجير، فضلا عن تخصيص 50 هكتارا كمساحة إجمالية للخنادق المضادة للحرائق. وفي السياق ذاته، فقد عملت محافظة الغابات بعاصمة الشرق على تسطير برنامج شامل لتنمية وتطوير المناطق الريفية، وذلك بهدف تثبيت سكان المناطق الجبلية والريفية بقراهم وتحفيزهم على التشبت بأراضيهم الفلاحية والرعوية وهو البرنامج الذي ينضوي في إطار سياسية التنمية الريفية التي تسعى الدولة لتحقيقها عبر كامل التراب الوطني، حيث تم تسطير برنامج خاص بهذه العملية إذ سيتم غرس عدة أنواع من الأشجار المثمرة على مساحة معتبرة قدرها 275 هكتارا، إضافة إلى غرس أشجار الزيتون بمساحة 568 هكتارا، علاوة عن العمليات الخاصة بالتحسين العقاري بمساحة 627 هكتارا، وهي العملية التي من المزمع انطلاقها بداية الموسم القادم. تجدر الإشارة إلى أن محافظة الغابات بقسنطينة بصدد التحضير أيضا لمجموعة من العمليات الهامة كإقامة مضادات الرياح وتصحيح مجاري المياه وكذا تهيئة الأحواض المائية وفتح المسالك والمعابر المؤدية للقرى والمداشر علاوة على غرس أشجار التين الشوكي في المناطق الصخرية والجبلية نظرا لمقدرة هذه النبتة المثمرة في تفكيك الصخور وحماية حواف الوديان والمجاري المائية من الانجراف، وهي العملية التي من المقرر تجسيدها في المدى القريب.