الصيام جهاد للنفس وتخليصها ممّا علق بها من شوائب الدنيا وآثامها وكسر حدة الشهوة والأهواء وتهذيبها وضبطها في طعامها وشرابها وشهوتها. فهو من أعظم أركان الدين وأوثق قوانين الشرع المتين، به قهر النفس الأمَّارة بالسوء وإنه مركب من أعمال القلب ومن المنع عن المأكل والمشارب والمناكح عامة يومه. وهو أجمل الخصال غير أنه أشق التكاليف على النفوس.. ومنها وجوب امتناع استمتاع كل من الزوجين بالآخر في نهار رمضان لما في ذلك من هتك احترام الصوم وإفساده. ومن مفسدات الصيام التي يترتب عليها القضاء مع الكفارة الجماع، التقبيل، اللمس بشهوة.. لقوله تعالى: “أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتمّوا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبيِّن الله آياته للناس لعلهم يتقون” (البقرة: 187). وقال جمهور الفقهاء: إن من قبّل زوجه في نهار رمضان فأمني فقد أفطر. وإن أمذي فلم يفطر.. والكفَّارة واجبة على كل منهما وهي مرتبة عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين. فإن عجز أطعم ستين مسكيناً.