سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دروكدال وحطاب اتفقا مع متشددين من بلاد شنقيط لتزويدالجماعة السلفية بإرهابيين موريتانيين قال إن الإرهاب ينتعش وسط الفقر والأمية ومكافحته تتم بالتنمية والوسطية، خبير أمني:
كشف الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المسلحة، الدكتور أعلية علاني، عن العلاقة القوية التي تربط التيار الجهادي الموريتاني والجماعة السلفية للدعوة والقتال، سابقا، المسماة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وقال إن العناصر المتشددة القديمة داخل موريتانيا، كانت تعمل على تكوين وتأطير الشباب الموريتاني، قبل إرسالهم إلى الأراضي الجزائرية، وذلك منذ 2001، وانتعش التعاون بين الطرفين مع تسلم حسان حطاب وبعده مصعب عبد الودود لقيادة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وأرجع الخبير الأمني، وفق ما نقلته وسائل الإعلام، توجه الجماعات السلفية إلى منطقة الساحل لاعتبارات أمنية واقتصادية وسياسية، مضيفا أن خلايا تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، المتواجدة في النيجر ومالي وتشاد، لا يعول عليها في الجانب التنظيري أو الدعوي، فهي كتائب مسلحة يقودها الجزائريان مختار بلمختار وأبو زيد، وتنتدب في صفوفها المرتزقة الأفارقة، وقال “إن أهمية منطقة الساحل بالنسبة للإرهابيين، تنبع من كونها منطقة شاسعة تصعب مراقبتها بدقة”، الأمر الذي دفع تنظيم دروكدال إلى توسيع علاقاته من خلال تحالفه مع القبائل وبارونات التهريب، خدمة للمصالح المشتركة. وقال المتحدث إن قيادة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تعتبر المنطقة الرابطة بين موريتانيا والجزائر ومالي، مصدر تمويل مهم لأنشطته، من خلال المبالغ المحصلة من عمليات تهريب السجائر والمخدرات، حسبما أكده بعض العناصر الإرهابية المفرج عنهم مؤخرا بموريتانيا. وأضاف أن قطع الأسلحة التي يتم الاستيلاء عليها من طرف عناصر التنظيم بين الفينة والأخرى، خلال عملياته الإرهابية ضد القوات الحكومية، يتم بيع البعض منها إلى عناصر حركات التمرد المتواجدة بشمال تشاد والنيجر. وأفاد الخبير أعلية علاني بأن أية ظاهرة فكرية متطرفة لا يمكن التصدي لها أمنيا فقط، وقال “أعتقد أن المقاربة الأمنية، وإن كانت ضرورية لحفظ الاستقرار، تبقى حلا ظرفيا”، مشيرا إلى أهمية انتهاج الحكومات المغاربية لسياسة تنموية متوازنة وعادلة، ترفع من نسبة النمو وتقلص من البطالة وجيوب الفقر وتقضي نهائيا على الأمية، لأن التطرف ينتعش في بيئة الفقر والأمية. وأضاف أن تحقيق التنمية الشاملة بالتوازي مع اعتماد الفكر الوسطي، أهم استراتيجية لمعالجة التشدد والإرهاب، و”دون ذلك لن نصنع سلما شاملا ولا أمنا دائما”. من أهم مؤلفات الخبير في الحركات الإسلامية، الدكتور أعلية علاني، “الحركات الإسلامية بالوطن العربي”، “الحركات الإسلامية في المغرب العربي”، ودراسة صدرت حديثا حول “التيار السلفي في المغرب العربي”.