شرع حزب جبهة التحرير الوطني في الكشف عن آخر أوراقه لدخول الاستحقاقات والانتخابات المقبلة باستعمال فئة الشباب من خلال تنظيم الدورة التكوينية حول فن الخطابة، وهي الدورة التي أراد من خلالها شحن شبابه للرد على دعاة إدخال الحزب العتيد المتحف، من خلال مواضيع الخطب التجريبية التي كانت تتلى على مسامع المكتب السياسي. كانت مواضيع خطب التجربة التي ألقاها شباب جبهة التحرير الوطني على مسامع أعضاء المكتب السياسي، أمس بمقر الحزب، قبل أن يلتحق بها الأمين العام، عبد العزيز بلخادم، واضحة للعيان، تؤكد أن الحزب العتيد بالجزائر بدأ وعلى غير العادة التحضير مبكرا للاستحقاقات الانتخابية المقررة ابتداء من 2012، حيث تداول على المنصة الرسمية عدد من شباب محافظات كل من العاصمة، المدية، الشلف والأغواط، لإلقاء خطب تتناول مواضيعها حملات تشريعية وأخرى محلية، كما كانت مواضيع الحملة الرئاسية هي الأخرى حاضرة بقوة وفي خطاب لن يخرج عن الخطاب الرسمي للجبهة، لاسيما ما تعلق بالدعم المطلق لبرنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ما أعطى الانطباع بأن الحزب العتيد يريد أن يسبق الجميع في حملة انتخابية لمواعيد 2012. لكن ما أثار انتباه الحضور أمس هو تخصيص موضوع “الرد على دعاة حملة إدخال الأفالان إلى المتحف” محورا هاما في نسخ الخطب التي تداول على الحضور، بدءا من الأمين العام الذي كان قد التحق للتو من اجتماع لمجلس حكومة ما أعاد طرح الكثير من الأسئلة، لاسيما ما تعلق بحرب خفاء وتموقع بين الحزب العتيد وغريمه التجمع الوطني الديمقراطي تحسبا للاستحقاقات المقبلة، ضف إلى ذلك رغبة الأفالان في استرجاع قاطرة الحكومة، لاسيما وأنه يحوز على الأغلبية في المجالس المنتخبة. وفي هذه الخطب ومواضيعها، قال عبد الرحمن بلعياط، عضو المكتب السياسي، والمكلف بالتكوين في الحزب “تكوين الشباب ليس بجديد على الحزب بل عرف منذ نشأته إلى اليوم “، مضيفا “وهو التكوين الذي اتفقت قيادة الجبهة على تعزيزه في مؤتمرها التاسع الأخير”، وختم الوزير السابق للسكن كلامه برسائل سياسية واضحة “كل أعمال الحزب تتم في الشفافية ونحضر لندوة وطنية حول الخطاب وإدارة الاجتماعات لتحديد القيادة المستقبلية للبلاد”. فيما لم تخرج كلمة بلخادم القصيرة عن توجيهات لشباب الحزب، حيث حثهم على ضرورة الالتزام بمبادئ الجبهة والإلمام بمواضيع الساعة من سياسية واقتصادية ودولية.