اعترف المدرب عبد العزيز خروف بأن سبب إقصاء المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة من منافسات كأس أمم إفريقيا هو غياب عمل جدي في الأندية المحلية. وطبعا كل هذا انعكس حسبه على المنتخب الشاب الذي أقصي رغم التفاؤل الذي كان يسود قبل مباراة الغابون الأخيرة. وتحدث خروف في هذا الحوار ل”الفجر”عن مستقبل هذا المنتخب أيضا بعد مباراة الذهاب في ليبرفيل حيث خسرتم بهدفين لواحد، توقع الجميع تأهلكم أمام الغابون لكنكم فشلتم ؟ صراحة أنا شخصيا كانت آمالي كبيرة لتأهيل منتخبنا كأس إفريقيا 2011 خاصة وأننا أدينا مباراة رائعة ضد الغابون ذهابا رغم خسارتنا بهدفين لواحد، إلا أن الجميع كان متفائلا لتحقيق التأهل في مباراة العودة داخل القواعد، إلا أن الحظ أدار لنا ظهره... نفهم من قولك أنك تعلق فشل فريقك على مشجب الحظ...؟ ماذا تريدونني أن أقول، لقد لعبنا في الغابون بطريقة مفتوحة بدليل تمكننا من تسجيل هدف هناك، لكن المنتخب الخصم بالجزائر لعب بطريقة منكمشة جدا بل رفض اللعب تماما وهو ما أربك عناصر فريقي التي مع مرور الوقت فقدت التركيز لدرجة أن حصولنا على ضربة جزاء في وقت حاسم (قبل 20 دقيقة من النهاية) لم يكن كافيا لطرد النحس، حيث ضيعها قائد الفريق الذي يعد من أحسن ركائز هذا المنتخب... لكن ما كان منتظرا قد حدث بكون أن الخصم سيركن في الدفاع... ألم تركز على هذه النقطة؟ فعلا كل المؤشرات كانت تؤكد بأن منتخب الغابون سيكتفي بالدفاع، لكن المحدودية البسيكولوجية للاعبي فريقي زادت طينتنا بلة... بعد نهاية المباراة كيف كانت الأجواء؟ لا أخفي عنكم، الحسرة كانت كبيرة وبادية على الجميع لأننا حضرنا كما ينبغي للتأهل لكن الله غالب... الغابون بلد صغير يسكنه أقل من المليون ونصف المليون نسمة لكنه بات عقدة كرتنا، حيث أبعد منتخبنا الأول من أكبر ملعبين لنا وهما 19 ماي بعنابة و5 جويلية بعد أن تألقا فيهما. واليوم منتخب الشباب...؟ لا يجب أن ننظر للأمور بهذه النظرة ولا أعتقد أن هناك عقدة للكرة الجزائرية من نظيرتها الغابونية وكل ما حدث كان من قبيل الصدفة ليس إلا... ما هو مستقبل هذا المنتخب بعد هذا الاقصاء؟ المنتخب الوطني لمواليد 1993 و1994 يجب أن يواصل عمله رغم هذا الإخفاق، خاصة وأن التحديات القادمة قريبة جدا، حيث تنتظره كأس إفريقيا لفئة أقل من 20 سنة عام 2013 وبعدها الألعاب الأولمبية عام 2016 وهنا أود التطرق لنقطة هامة... تفضل... إذا أردنا الوصول للنجاح مع المنتخبات الشابة فيجب مواصلة العمل باستمرار والقضاء على عقدة المناسبتية ودخول الاحتراف الحقيقي من أوسع أبوابه. لكن يقال أن الكرة الجزائرية ستدخل الاحتراف بدءا من الموسم الكروي القادم الذي سينطلق بعد أيام...؟ من الصعب أن نلج عالم الاحتراف خاصة مع بقاء نفس الذهنيات، فتغيير التسمية من بطولة هاوية إلى محترفة لن يغير في الأمر شيئا، بل يجب علينا عدم الاكتفاء بتحضير لاعبين محترفين بل أيضا مسيريين محترفين أيضا. هل من توضيح أكثر...؟ هذا المنتخب ولد بمبادرة من الفاف ليس إلا، لأن العمل القاعدي في مختلف أنديتنا غير موجود، وهو ما دفع منتخب أقل من 17 سنة ثمنه اليوم، وأعتقد أن الاحتراف الحقيقي ينطلق من الاهتمام بالأصناف الشابة وليس العكس، وهذا ما يتطلب منا صبرا وجهدا لكننا بعيديين عن هذه الأمور ليبقى كل شيء غامضا.