كتبت منذ سنة في هذا الركن عن "سوق الجملة" للأخبار الأمنية وأخبار الدولة الذي يقام كل ليلة في مقاهي ومطاعم حيدرة وسيدي يحيى! ويستبضع منه الصحافيون أو أشباه الصحافيين في صحافة نكح وذبح لقاء خدمات يقدمها هؤلاء لقادة الزمر المافيوية العاملة في مجال ابتزاز المسؤولين في أجهزة الدولة! ويلعب بعض الوسطاء في هذا السوق دور المكاسة! وقلت وقتها إن الأخبار الحساسة للدولة تباع في هذا السوق كما تباع البطاطا والبصل في سوق الكاليتوس! وبالفعل فتحت الجهات المختصة عينها على هذا السوق فهربت الأخبار منه تماما مثلما تهرب المخدرات من عمليات المداهمة البوليسية! وجاءت حكاية ولطاش مع المدير العام للأمن الوطني وعلاقة سوق الأخبار في حيدرة وسيدي يحيى بالجريمة المؤسفة.. فجاءت هذه الجريمة لتزيد في مصاعب سوق الأخبار الأمنية وأخبار الدولة التي تباع تحت الطاولة في هذه الأسواق! لكن بارونات بيع الأخبار بالجملة في سوق حيدرة بحثوا عن طريقة عملية لا تضعهم تحت طائلة القانون هم والصحف الزبونة لديهم.. فقاموا بفتح "طاولة" بيع الأخبار في موقع على الأنترنت أسموه موقع "تحيا الجزائر" تصب فيه الأخبار المعروضة للبيع في وقت متأخر من الليل بعد أن تعطى هذه الأخبار للصحيفة المعنية بالشراء في الوقت المناسب لبرمجتها في النشر.. وتقوم بتغطية نفسها في حالة اكتشاف أمرها على أنها أخذت الخبر من الموقع! لكن لا أحد تساءل من أين لهذا الموقع أن يعرف أخبارا دقيقة قبل أن يعرفها حتى كبار المسؤولين في أجهزة الدولة؟! والجواب واضح.. كل شيء بثمنه.. والثمن قد يكون عينيا وقد يكون خدمة تقدم لصاحب الخبر.. وقد تكون هجوما على خصوم في سياق الصراع بين أجهزة الدولة!؟ الصحافة دخلت بالفعل في خانة الفساد الذي تعاني منه البلاد.. بل أصبحت بعض الصحف أداة من أدوات الفساد الذي يجتاح مؤسسات الدولة! وزير الإعلام الجديد ناصر مهل يعرف تفاصيل هذه الأمور.. وقد يعالجها بقرارات حاسمة قبل أن تعالجه هي بدعايات؟!