وجه النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن حركة الإصلاح الوطني، رشيد يايسي، سؤالا شفويا لوزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الله غلام الله، يستفسره عن “الإجراءات التي اتخذتها مصالحه بشأن قضية مسجد أغريب، وأسباب عدم الفصل في إعادة بناء المسجد بقرار وزاري وعدم معاقبة المجرمين المهدمين لأساسات المسجد”. اعتبر نائب حركة الإصلاح الوطني، رشيد يايسي، في بيان استلمت “الفجر” نسخة عنه، أن عدم معاقبة الذين كانوا وراء تهديم أساس مسجد أغريب والوقوف في وجه لجنته، سابقة خطيرة، تفتح الباب مستقبلا لأية عصابة للخروج عن القانون ومنع حرية ممارسة الشعائر الدينية وبث الفتنة والتفرقة وتدنيس المقدسات، وربما ضرب الوحدة الوطنية، خاصة مع ازدياد حالات تدنيس المقدسات وتمزيق المصحف الشريف، مثلما حدث مؤخرا بولايات عين تيموشنت، ڤالمة وسطيف. وتساءل النائب في سؤاله الشفوي الذي وجهه إلى وزير القطاع، نهاية الأسبوع المنصرم، عن “أسباب عدم الصرامة في تطبيق قوانين الجمهورية وعدم الفصل في بناء المسجد بقرار وزاري”، مستفسرا في نفس السياق عن “النتائج التي توصلت إليها تحقيقات الوزارة ومحاسبة الخارجين عن القانون والكشف عن كل التجاوزات”. واعتبر النائب رشيد يايسي “عملية هدم بناء مسجد أغريب بالسلوك الشاذ المتطاول على الإسلام والقانون والدستور، وجرما يعاقب عليه قانون العقوبات الجزائري بالحبس والغرامة المالية لكل من قام متعمدا بتخريب أو هدم أو تدنيس الأماكن المعدة للعبادة”، مبديا في نفس الوقت “رغبته في معرفة موقف الوزارة، باعتبارها المسؤول الأول عن الترخيص لبناء المساجد، وكذا الإجراءات المتخذة لإيقاف هذه المهزلة التي يقوم بها”، حسب النائب، “أشخاص معروفون بمواقفهم المعادية لثوابت الأمة الجزائرية”. وأضاف النائب أن “ضريح سيدي جعفر”، الذي يتحجج به بعض الذين يقفون وراء عملية تهديم أساس مسجد أغريب، باعتباره مكانا للصلاة، عبارة عن غرفة لا تتجاوز مساحتها 40 مترا مربعا ولا تتسع لأكثر من 60 مصليا”، ثم تابع “من حق سكان قرية أغريب أن يكون لهم مسجد يؤدون فيه صلاة الجمعة على غرار باقي قرى المنطقة، علما أن أهل هذه القرية يضطرون للتنقل إلى دائرة فريحة المجاورة، التي تبعد عن قرية أغريب بحوالي 20 كلم، لأداء صلاة الجمعة”. وعاد النائب للحديث عن حادثة الحرق والهدم والاعتداء بالزجاجات الحارقة على المسجد وأعضاء لجنته، واعتبرها سابقة خطيرة، لم تحدث في أكثر الدول تطرفا وكراهية للإسلام، فضلا عن كونها حادثة خطيرة في تاريخ البلاد، معبرا عن أسفه “لما اقترفته هذه المجموعة من الأشخاص التي أظهرت مواقفها المعادية لثوابت الأمة، بمنع لجنة مسجد أغريب من أداء مهامها بالعنف والقوة، ووقفوا في وجه بناء مكان للصلاة في دولة يقر دستورها بأن الإسلام دين الدولة”.